السياسيين ، ذهبت أمس الثلاثاء بصحبة رئيس اللجنة الشيخ محمد خلف الحديد " أبو منور " و الاستاذ الصحفي طارق الفايد مندوب جريدة القدس العربي لزيارة فضيلة الشيخ زكي بني ارشيد في معتقله في ماركا في عمان .
دخلنا سويا يرافقنا لطف الأخوة العاملين في المكان ، ثم وصلنا إلى" الكابينة " المخصصة للحديث وهي نفسها التي تعودنا رؤية فضيلة الشيخ أبو أنس فيها .
تبادلنا جميعا التحية بالأشارة مع فضيلته خلف الزجاج ثم أمسك الأخ أبو منور بالهاتف و بدأ الحديث معه ، كنت أنا أراقب فضيلة الشيخ زكي وهو يتحدث مع " أبو منور " و أسجل في ذهني ملاحضاتي على لغة الجسد .
يتحدث الشيخ زكي بني ارشيد بنفس الطريقة التي رأيته كثيرا يتحدث بها سواء في مركز الجماعة في العبدلي أو في الشارع أو في اجتماعات مختلفة أثناء الحراك الشعبي ، الأبتسامة حاضرة من حين إلى آخر ثم يعود ليتحدث بشكل جاد تماما .. ما شاء الله تبارك الرحمن ، لا أسمع ما يقول خلف الزجاج لكنني مرتاح لما أراه على وجهه من المعنوية العالية التي يتمتع و يتميز بها هذا الرجل .
لم يُطِل " أبو منور " فأعطى الهاتف للأستاذ طارق ، وهنا طال الحديث و أنا أتابع خلف الزجاج لغة الجسد للشيخ الهادئ القوي السهل الممتنع ، خلال هذه الفترة ازداد يقيني بما عهدته عند نفسي بهذا الرجل .
جاءت اللجنة لتقديم الواجب لكل سجين سياسي و زكي بني ارشيد أحدهم ، لكن يبدو أن اللجنة هي المستفيدة من هذه الزيارات خاصة لهذه الشخصية الاستثنائية إذ ارتفعت معنوياتنا نحن بعد الزيارة كما ارتفع منسوب اليقين على ما كان عندنا قبل الزيارة .
لقد طال الحديث و كنت مرتاحا لما أراه على وجه فضيلة الشيخ فقد كان طارق الفايد يحاول أن يستقصي رأي الشيخ في الأحداث الأخيرة ، و بعد أن انتهى من مهمته ناولني الهاتف، قلت : السلام عليكم ، قال : أهلا يا حبيبي ، قلت : كيف حالك يا باشا ، و انقطع الصوت ، لقد اغلقوا علينا جميعا طبعا بسبب انتهاء الزيارة نهائيا في هذا اليوم .
عرفت طبعا في طريق العودة من أبو منور و الأستاذ طارق ماذا كان رأي الشيخ وهو ما نحرص على أن يتحدث به الصحفي مندوب القدس العربي للجمهورالكريم .
عرفت أيضا أن فضيلة الشيخ يتمتع بصحة جيدا و معنوية عالية جدا وهو مرتاح في معتقله و يعرف كل شيء يدور في الأردن و العالم .
تساءلت في نفسي ترى من أين لهذا الرجل كل هذه العزيمة و علو الهمة وكل هذه الثقة وكل هذا الأنس الذي يتحلى به ، فحضرني الجواب فورا " على قدر أهل العزم تأتي العزائم " و يخيل إلي أن الرجل يتقن فن الذكر لسيده و مولاه .
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علما ، اللهم أني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.
هنيئا لك أبا أنس بهذا الأُنس .
ضيف الله قبيلات