هل يريد أحد ما في هذا العالم العربي وتحديدا في الجوار التوقف للحظة لكي يخاطب مؤسسة المملكة العربية السعودية قائلا: أيها الإخوة الأشقاء، أنتم تخطئون في سياساتكم واجتهاداتكم، وتورّطون الأمة برمتها في تعقيدات لا قِبَل للمنطقة وشعوبها بها ؟.
.. شخصيا لا أفهم مبرر التصعيد الغريب والمفاجئ مع إيران في ظرف مغرق في الحساسية، خصوصا وأن الأشقاء بالرياض تقبلوا الأمر منذ بدايته في اليمن، بل وأرسلوا سفيرهم لصنعاء في إشارة توحي بأنهم على علم بالترتيب الجديد في اليمن إن لم يكونوا جزءا منه.
وزير الخارجية سعود الفيصل هاجم بقسوة إيران، وافتعل معها معركة سيدفع ثمنها الجميع وجهة ما في المملكة الشقيقة التي نحرص عليها كأردنيين أن الفرصة باتت مواتية لإعدام الشيخ النمر الرمز الأكبر للشيعة في المملكة العربية السعودية في خطاب طائفي متجدد لا يمكنه أن يكون مفيدا.
الإخوة في الرياض يصرون وراء الكواليس على شمول نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعمليات التحالف المخصصة لداعش والمجموعات الإرهابية، ويخلطون بموقفهم أوراق حتى أقرب حلفائهم.
الرياض تعوق اتصالات التوافق الوطني في السعودية، وتدعم جهة دون أخرى في مصر، وتحاول فرض أجندات على دول صديقة لها من بينها الأردن، وتقفل الباب أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا تريد الاستماع حتى لحلفائها في النادي الخليجي.
برأينا الشخصي الانفعال في الأداء الدبلوماسي السعودي وصل لمستويات غير مسبوقة، ونحن في الأردن نشعر بحساسية الأمر والمسألة السعودية تهمنا جدا.
السعودية مستهدفة ومن عدة جهات في الإقليم والعالم، لكن المواقف الانفعالية المفاجئة وغير المبررة والمتسرعة تخدم الأجندات العدائية، وعلى من يحب السعودية ويواليها أن يقف بجرأة ويقول لقادتها: أين تذهبون بنا ؟.