يعدد صديقي المسيس في جلسة وناسة خاصة مظاهر «الإخفاق» الحكومي في إدارة عدد كبير من الأزمات والملفات.
تحدثنا عن ملف اللاجئين السوريين وقانون الانتخاب وتركيبة المستقلة للانتخابات ومماطلات الإصلاح السياسي.. كذلك أزمة معان وأسرار تكرارها بصورة مضجرة، وقصة طوابير «دعم المحروقات والخبز»، وأزمة السفير فواز العيطان أعاده الله لنا باليمن والبركة وبوافر الصحة.
يمكن ان أضيف من عندي للإخفاقات التي تحظى بشكل من أشكال التوافق الوطني العام الملف الفلسطيني وخطة كيري ولغة التخاطب مع الشارع ومشروعات المناطق التنموية وتنظيف عمان ومشروعات الأمانة وشكل وهوية ودور مجلس النواب.
لا ننسى بطبيعة الحال حالة الشلل في «الحلقات الوسيطة» بين مؤسسة القرار والناس.
ولا ننسى وجود حالة قصور «نخبوية» واضحة الملامح في أداء المسؤولين وعجزهم عن التقاط ما هو جوهري في مفردات الخطاب الملكي وطموحات جلالة الملك والمسافة الواضحة بين الخطاب الملكي والأداء التنفيذي.
تشخيص أية مشكلات جزء أساسي من وضع الحلول لكن الجزء الأهم هو «أدوات» الحل والإدارة التي يبدو أنها حتى اللحظة «دون المستوى المطلوب» كما تبدو متكلسة ومخفقة في التعاطي مع مستوى التحديات.
بطبيعة الحال لا يمكننا التعميم، فمن يعمل ليس في مكان لا يعمل لكن من «يعيق العمل» وهم كثر في واقعنا الإداري والسياسي ينتجون أثرا سلبيا يتعدى شخوصهم لانه يفسد كل آلية العمل ومنطق برنامج الإنجاز.
الفاشلون يعيقون الطامحين والراغبين في رفع مستويات الإنتاجية.
مشكلتنا الأساسية في غياب «مطبخ سياسي إداري» حقيقي وفاعل يتميز بالقدرة الحقيقية على اتخاذ القرار والمتابعة وجميع المعطيات المحلية بالإقليمية لجمع أكبر حصيلة ممكنة من الثمار الإيجابية.
صديقي المسيس وصل إلى مستويات متقدمة في «الإحباط»، فأظهر تسامحا كبيرا في مسألة «المطبخ السياسي» قائلا: دخيلكم يكفينا هذه المرة «منقل» من اجل الهش والنش بلاش مطبخ إذا كان الأمر صعبا.