المواطن الذي ألقى الحذاء في جرش على منصة كان سيجلس عليها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، أصبح لوهلة نجما إعلاميا، فقد قابلته السي إن إن، ودفق الرجل كلامه بخجل يشرح موقفه ومقاصده بعدما أبلغ بان رئيس الحكومة أسقط عنه الحق الشخصي في تصرف لا تنقصه الرعونة ولا ينتمي للأخلاقيات التي تربى عليها الأردنيون بكل الأحوال.
نعرف فوق ذلك أن النسور "المتسامح" وفر بقراره الشخصي الحماية لرامي الحذاء وارتقى عن الحساب الصغير، ولم يفكر بشحططة أو بهدلة المواطن، وقد كان يستطيع وله- أي النسور- بذلك موقف عندنا كمواطنين.
نختلف مع حكومة النسور ومعه شخصيا بعدة قضايا وملفات لكنه تصرف كرجل دولة عندما أسقط حقه الشخصي عن المواطن الذي فقد الفرامل بالقرب من طريق السلط وصدم سيارة الرئيس وهدد حياته مع أفراد في عائلته..لاحقا اطمأن النسور على المواطن سائق الحافلة وعلى ركاب العرس الذين يحملهم هاتفيا.
بعيدا عن أي وكل الاعتبارات السياسية هذه تصرفات "أردنية" بامتياز من رجل دولة يتعالى على الحسابات الصغيرة ويترفع عن الثأرية والانتقام ولا يحتاج لتسجيل مواقف ويقدر أين ومتى تتفاعل الخصومة.
أصاب رئيس الوزراء اجتماعيا وسياسيا بمثل هذه الأخلاقيات التي زرعها فينا وواجبنا أن نقول له شكرا.