كلنا يدرك الوضع المائي الصعب للاردن والمعاناة التي تزداد مع الصيف ، وكان بدء الضخ من مياه الديسي بشرى خير لنا بتخفيف المعاناة وهذا ما كان منذ بداية الضخ ، لكن التدفق اليومي للاشقاء السوريين الذي جعل منهم كتلة سكانية كبيرة تتجاوز 1.4 مليون زادت العبء على ما لدينا من مياه ، وهو عبء يزداد يوما بعد يوم وبخاصة في شهور الصيف.
وما هو مؤكد ان وزارة المياه وكل الجهات المعنية بموضوع المياه تبذل جهدا كبيرا حتى تصل المياه الى الناس ، لكن هذا لم يمنع انقطاعات عن بعض المدن والمناطق احدثت ردود فعل واحتجاجات واغلاق طرق ، وهو امر لا نريده.
ما هو مؤكد ان قضايا المياه في الاردن تزعج الناس اولا ، لكنها ايضا مصدر قلق ويجب التعامل معها بحساسية ، ونتذكر مشكلة مياه الطيبة في محافظة الكرك التي حظيت باهتمام شخصي من جلالة الملك ، واحدى قضايا الانقطاع عن احدى قرى الكرك كانت العمل الاولى لجلالته عندما زار القرية مباشرة من المطار بعد عودته من زيارة خارجية.
ونتذكر قبل سنوات ما حدث في مياه احدى قرى محافظة المفرق حيث تحولت الى قضية شغلت اهل السياسة والاعلام واضطرت الحكومة حينها لتتفرغ لتلك القضية.
مهما تكن الاسباب فنية او نقص مياه او تقصيرا فانه لا يجوز ترك قضايا المياه لورش الصيانة او اجتهادات المسؤولين المحليين ، ولا نريد احتجاجات او قطع طرق او أي ردود فعل من الناس الذين لا تصلهم المياه ، ومن الضروري سياسيا وخدماتيا ان يكون هناك متابعة وحلول لأي انقطاع وبخاصة اذا كان يشمل مدنا او قرى كاملة ، وحين نقول انقطاعا فان القصد الانقطاع الدائم لان الناس تتعامل اليوم مع برنامج لضخ المياه يعطي حصة اسبوعية وهذا ما هو مطلوب المحافظة عليه.
نعلم حجم معاناة الجهات المعنية بملف المياه لحل المشكلات وتعويض النقص في الكميات ، لكن الامر يحمل ايضا جوانب خلل يجب حلها دون ان تحمل الناس ثمنا لاي من هذا الخلل البشري او الفني ، فلا يجوز ان تغيب المياه عن أي بيت ، وان حدث خلل فيجب ان تكون المعالجة سريعة.
مهما تكن الانقطاعات الجماعية قليلة الا انها هامة ومن الضروري ان يكون النظر لها ليس باعتبارها قضية فنية ومسؤولية ورشة او ادارة ميدانية ، ومؤسف ان نرى اطارات تشتعل وطرقا تغلق احتجاجا من أي مدينة أو قرية على غياب المياه.