إن الطرح الذي يقترحه دولة السيد عبد الرؤوف الروابده رئيس الوزراء الأسبق بتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة دولة السيد طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان تكون كحكومة أقطاب لهو طرح ينمّ عن إحساس بخطورة الوضع الذي يمرّفيه البلد من تحديات وأخطار خارجيه قد تؤثر على سيادة الوطن وتحديات داخليه إختلط فيها العامل المحلًي مع المؤثرات الإقليميه بحيث أن الحلول التي أتخذت حتى الان لم تُنهي الإحتجاجات المستمره المطالبه بالتغيير والتي تتوسع احيانا بدخول فئات مهنيه محتجه لأوضاع خاصّة بذلك القطاع أو الفئه المحتجه .
إنّ ما حصل يوم الجمعه الماضي حين إعترض المتظاهرين فئة أطلق عليها لقب الموالين هو تصرّف خطير لعدّة عوامل أولها انّه لا يوجد فئه غير مواليه للعرش الهاشمي لتدّعي تلك المجموعه الموالاة دون بقيّة الشعب الأردني وثانيها أن يُقْسم عطوفة مدير الأمن العام أن لا دخل لهم او معرفة بذلك التهجم يدلّ على ان هناك جهات اخرى تخطط لإشعال الفتنه وأن هذه الجهات قد يكون لها اتصالات مع جهات داخليه متنفًذه أو جهات خارجيّه مموًله وفي كلتا الحالتين البلد في خطر وثالث تلك العوامل ان ذلك التصرّف يحدث لأول مرّه في الأردن وهو خارج عن قيمنا وأعرافنا .
وتوجيهات جلالة الملك واضحه بخصوص صون الوحده الوطنيه والتأكيد عليها دوما خاصّة في الظروف الصعبه التي يواجهها البلد .
لذلك إن إقتراح دولة الرئيس عبد الرؤوف بتشكيل حكومة إنقاذ تضمُ فيها بعض رؤساء الحكومات والأشخاص الوطنيين في انتماؤهم والبعيدين عن شبهات الفساد ومن لهم باع في الصلاح والإصلاح ومن تملؤ قلوبهم المحبّه لجميع ابناء الوطن وأن تتمثل في هذه الحكومه جميع الأطياف الأردنيه بحيث تشكًل حكومة وفاق وطني لديها الصلاحيّه الكامله بأن ترفع لجلالة الملك خطوات وإجراءات وتعليمات تنفّذ في الآجال السريعه جدّا والسريعه والمتوسًطة المدى بحيث تكون إجراءات عمليه مقنعه للجمهور ليس فيها محاباة لأحد مهما علا شأنه وتبدأ فيما يؤثر على الناس وحياتهم مباشرة بهدف رفع الظلم وتحقيق العداله والمساواة بين الناس وتوفير لقمة العيش الكريمه للناس وإجتثاث الفساد والمفسدين ومعاقبتهم وتُعطى مهلة قصيره ومحددّة لتلك الحكومه لإتخاذ إجراءات عمليه يشاهدها ويحس بها المواطن على مدى مساحة الوطن في المدن والباديه والمخيمات والأرياف .
وعلى المواطنين ان يعوا ما يمرُبالمنطقه من تحوُلات تستهدف جميع الدول والشعوب العربيه تحت بند المطالبه بالتغيير والإصلاح وهما طلبان مشروعان من حق المواطنين ولكن يجب ان نميًزبين فيروس التغيير وفيروس التدمير فنحن لا نريد ان تنتقل إلينا عدوى إنفلونزا االتدمير من دول أخرى فنخسر شبابنا ومقدراتنا نحن نريد بلسم التغيير لكي نهيء حياة أفضل لأبناؤنا وأحفادنا مع عدم سكوتنا بعد الآن عن ظالم أو فاسد أو إقليمي أو طائفي وما دام أن جلالة الملك يقف الى جانب شعبه فيجب أن تعمل المؤسسات واجباتها من رئاسة حكومه ومجلس نواب ووزارات ومؤسسات بإخلاص وإنتماء ولم يعد هناك مجال للتجربه والإهمال والفساد ولا للخطايا في هذا الوطن كما يجب أن نترفّع عن الصغائر والتفكير الخطي الإنفرادي (LINEAR THINKING) ويجب أن نتجه للتفكير الجماعي التعاوني (COOPERATIVE THINKING)ونبتعد عن التفكير الجزئي في أصول ومنابت المواطنين فكل ألأردنيون مواطنون صالحون على مدى انتماؤهم لتراب الوطن ومصالحه ولإخلاصهم لقيادته الهاشميه الحكيمه وكل من خرج عن ذلك يكون على خطأ ويزرع سهما في خاصرة الوطن الأعز لا سمح الله .
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}:صدق الله العظيم
قال الإمام أحمد: أخبرنا عبد الرزاق، عن سفيان، عمن سمع أنسا يقول: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا".
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا وألهمنا حُسن الصواب .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 20/2/2011