الشعب يريد إسقاط النظام ، كان هذا شعار الثورتين التونسية و المصرية و الذي تردد صداه في كل أرجاء الوطن العربي و أصبح هوية لمسيرات و مظاهرات الكثير من الشعوب العربية، رفعوه و لهم أسبابهم المقنعة والصادقة التي حملتهم على الإطاحة بتلك الأنظمة الفاسدة التي دمرتهم وسلبتهم حياتهم وحريتهم وأمانيهم وأرزاقهم فباتوا بظلها قطعان من البشر لا حول لهم ولا قوة مسلوبي الإرادة، أقول إن كان هذا هو شعارهم الذي آمنوا به وطبقوه و استماتوا عنده ، فإن شعارنا نحن هنا في الأردن يجب ان يكون الشعب يريد إسقاط الفساد ، شعار يجب ان يخرج من صفحات الفيس بوك و المقالات إلى حيز الوجود ، شعار يجب ان نستميت عنده و لا نرضى بتجزئته أو المماطلة بتطبيقه .
نعم الشعب الأردني يريد إسقاط الفساد الذي نخر مملكتنا الحبيبة وأطل بوجهه القبيح على كل بيت وكل مؤسسة وكل مكان، استشرى الفساد وضربت رياحه كل مرافق الدولة وهزت زلازله أركان الدولة التي وإن كانت صامدة حتى الآن إلا أن أحداً في هذا البلد لا يستطيع أن يتوقع ما يمكنه أن يحدث، بلاد أقوى منا اقتصادياً وأمنياً ومالياً وأكثر رفاهية تهاوت أمام براكين الفساد ولولا لطف الله لكانت النتائج أكثر كارثية، فساد مالي وسياسي وإداري لا يبقي ولا يذر أي فرصة لنهوض الدولة وتقدمها وازدهارها.
لقد حان الوقت وباتت الفرصة مواتية للعمل معاً صفاً بصف وكتفاً بكتف من أجل إسقاط الفساد وتحيده وتجميده وقلع جذوره ورؤوسه، حان الوقت يا أحرار وأشراف الأردنيين لتخرجوا من صمتكم وتنفضوا عباءة الرعب عنكم وتطلقوا العنان لحناجركم لتقولا لا وكفى للفساد، لا وألف لا لكل الفاسدين والمنافقين والتافهين الذين لا يريدون أن يتوقفوا عن ترديد اسطوانتهم المشروخة وعباراتهم البالية المستهلكة المزيفة للحقائق والتي ما انفكت تتغنى بانجازات وأوضاع ورفاهية لا تعدو كونها حبر على ورق، منافقين لا يريدون لقطار الإصلاح أن ينطلق كي لا يأتي على مصالحهم ولا يهدد عروش فسادهم وثرواتهم.
لا يعقل أن يوصف كل وطني صادق يطالب بالإصلاح ويقدم النصح الوطني الصادق بالغوغائية والخيانة ونكران الجميل وتوصف أفكاره بالسمومية فقط لأنه نطق بالحق أو ظهر على منبر عربي بعد أن حجبت عنهم المنابر الأردنية بينما يوصف الانتهازيون الذين نهبوا البلد ويريدون تدميره بالوطنيين الخائفين على مصالح الوطن الرافضين لأي كلام عن الإصلاح الحقيقي الذي لا يتجاوب مع رؤيتهم المحدودة والمتخلفة للإصلاح الذي يريدون له أن يولد طفلاً يحبو، يحتاج لعشرات السنين ليؤتي ثماره تكون الثروات والمقدرات قد نهبت وانتهى الأمر.
يجب ان تعود الحقوق لأصحابها و تعود الواجهات العشائرية لأهلها و يجب ان يفتح باب التوظيف و ترفع الرواتب و توسع مظلة التنمية الاجتماعية و مظلة التأمين الصحي و تقدم المساعدات للمحتاجين و تخفض الاسعار ......
و لا تقولوا لي أنت تحلم و من أين تأتي الحكومة بالأموال اللازمة ؟؟؟؟؟
سأجيبكم عندها من الأموال المنهوبة و المسروقة و من حسابات المافيات الحكومية التي أخذت و لم تعطي و التي يجب تجميدها و وضع اليد عليها و سجن أصحابها اللذين لن يجدوا من يدافع او يتحسر عليهم ،و هم معروفون و يستطيع أي طفل ان يدل رئيس الوزراء عليهم ان كان لا يعرفهم !!!!!
أخيراً أقول لكل الذين يوقعون على بيانات الموالاة والذين يلملمون التواقيع حتى من الأموات وكأنه هناك في هذا البلد جهتين موالاة وعدم موالاة، أقول لهم إن الموالاة الصادقة تكون بالعمل والنزاهة والمحافظة على مقدرات البلد والابتعاد عن الفساد وليس بالتواقيع وإرسال البيانات التي تنفع في دولة غير الأردن التي يجمع فيها الشعب على شرعية النظام الذي ليس موضع خلاف، أقول لهم إن الكلام يجب أن يقترن بالأفعال، فلو ذهبت إلي أي سجن وسألت كل المساجين المحكومين بقضايا جنائية وسرقات وفساد ودعارة عن قضية الولاء، فسيجبونك بلا تردد بأنهم موالون وبأنهم يحبون الأردن ولكن
هل تقترن أفعالهم بأقوالهم فالموالاة يا أصدقاء أكبر من مجرد أقوال!