التوقيت الخاطئ للاعتصامات والمسيرات في الاردن
لقد حبانا الله عز وجل نحن الاردنيين بنعمة ما انعمها على احد من قبلنا,وميزنا عن كافة مخلوقات الارض بهذه النعمة التي نعتز بها في حلنا وترحالنا, انها نعمة الاسلام دينا والعروبة قومية وآل البيت حكاما. وهذه الخصوصية التي حبانا الله بها يحسدنا عليها القاصي والداني حتى اصبحنا موضع حسد اقرب الناس الينا من ارحامنا وبني قومنا, ونحمد الله على ذلك.
فمنذ تأسيس امارة شرق الاردن والى ما شاء الله نعيش في ظل آل البيت, ما اختلفنا مع حكامنا يوما واذا كان هناك خلاف يكون مع الحكومات وليس مع الحكام. وشعارنا دائما بالاجماع اذا حصل خلاف مع الحكومة تسقط الحكومة ويعيش صاحب الجلالة, وسيدنا هو المرجعية للجميع حكومة وشعبا, وفي نهاية الأمر نأخذ ما نريد من قيادتنا ورب اسرتنا بما نحب ونرضى.
انني اكتب الآن وعتبي كبير على ابناء وطني الاردن الهاشمي, وانا واثق بأن اغلبية ابناء هذا الوطن يشاطروني العتب على الذين قاموا بالاعتصامات في هذا الوقت بالذات.
الكل فينا يعلم ان هناك ثورات شعبية يدور رحاها على بعض الحكام العرب, والعالم بأسره يراقب ويتابع عن كثب نتائج هذه الثورات, ونحن في الاردن بعيدين كل البعد عن هذا وذاك, فكان من الاجدر بأبناء وطننا المعتصمين في هذا الوقت تأجيل هذا الاعتصام الى وقت آخر على الأقل لأن المتابعين لهذه التطورات التي تجري على الساحة العربية سيشكك البعض منهم بولائنا لآل البيت مع ان المعتصمين لا يزيد عددهم عن حبات المسبحة.
ان الولاء الحقيقي لمليكنا والانتماء لأردننا الحبيب يتجلى في مثل هذه الظروف, وعلينا كأردنيين ان نلتف حول قيادتنا الهاشمية بقوة لا ان نعتصم, فمهما كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة ومهما كانت احتياجاتنا ومطالبنا من الحكومة,فأنا اعتقد ان التوقيت خاطئ بكل المعايير لهذه الاعتصامات والمسيرات.
فأنا شخصيا اكثركم غضبا على الحكومات واكثركم تهجما على سياساتها التي اودت بنا الى هذا الحال, لكن الظروف الحالية غير مواتية لمثل هذه الاعتصامات والمسيرات والطلبات والعالم يحترق من حولنا, نحن الآن حكومةً و شعباً بأمس الحاجة للإلتفاف حول قيادتنا الهاشمية المظفرة-بعون الله-, و نضع كافة مشاكلنا الأسرية على الرف, ليعلم القاصي و الداني ان الأردنيون يستحقون ما حباهم الله به من ميزات و حياة كريمة لأنهم أهل لذلك . و نحن قادرون على الوصول لما نصبوا إليه من قيادتنا دون اعتصامات و فضائح, نصل إليها من خلال مجلس النواب بسحب الثقة من الحكومة, أو الكتابة بالصحافة ليصل صوتنا إلى صاحب الجلالة , و نحن نعيش في هذا البلد الأمن و نقول ما يجول بخاطرنا دون خوف أو وجل بطولنا و عرضنا , و نكتب ما نشاء دون حسيب أو رقيب ضمن الأخلاق . فأنا ابن أوروبا , و اتحدى العالم بأسره اذا كان هناك دولة في العالم و على رأسهم دول أوروبا الغربية أن يملك شعبها الحرية التي يملكها الأردنيون , ما هي الدولة التي تسمح لمواطنيها بدخول كافة مراكز الأجهزة الأردنية في الوقت الذي يريدون غير الأردن؟ حتى مخابراتها و استخباراتها فأبواب مكاتبهم مشرعة لكل مواطن , و بالرغم من أعباء العمل و المسؤوليات الملقاة على عاتقهم يقومون بتقديم واجب الضيافة للمواطن حتى لو كان هذا المواطن مطلوب للتحقيق لديهم . نعم انها الأردن انها أردن ابا الحسين , و نحن جميعاً ابناء أسرته الواحدة حكومةً و شعباً . فبعد كل هذا أليس من المعيب والمخجل ان تعتصموا في هذا الوقت؟! عودوا لمنازلكم و استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ولا تكونوا أعداءاً لوطنكم.
"محمد منير" احمد فلاح ابوعين
مدير عام المؤسسة الوطنية لتنظيم العمالة الوافدة وحقوق الانسان – طور التأسيس –
رئيس رابطة المغتربين العرب في اوروبا الغربية سابقا
mmoneer_ain@yahoo.om