الثورة المصرية ... تلفزيوننا الرسمي ... والشقة رقم 4
منذ نعومة أظافرنا درسنا،أسف تم تلقيننا،أننا جزء لا يتجزأ من وطننا العربي،بلاد العرب أوطاني،كما قالت لنا عين الطغمة التعليمية السياسية الاقتصادية والفكرية،إننا كما الجسد الواحد يتداعى إذا أصاب أي جزء منه عارض أو مرض،لذا يستوجب الدفاع عنه.لكن الواقع المر الذي تحيط بنا أشواكه الشائكة يقول بغير ذلك،فلا وطن عربي،ولا أشقاء عرب،،ولا مصير عربي ولا تاريخ،الواقع يقول أن هذه صور مزيفة - حكي فاضي - لا تغني ولا تسمن من جوع،بعدما أثبتت يوميات قادتنا ومؤسساتهم,أن الغريب مهما كان أفضل وأجمل وأكثر متعه من القريب،مع أن التاريخ يقول لنا في ذات الصفحة:أن لا نامن له،فلا صديق له إلا مصلحته،التي تقوده دوما إلى التخلي عنه إذ تعارض مع مصالحة.
نقرأ،بيانات لجمعيات،ومراكز حقوق الإنسان،وحيوان حتى،في كافة أنحاء العالم،تدين تسلط الأنظمة على شعوبها،كما هو حاصل اليوم في مصر،وتدعم حقوق الشعوب في الإصلاح والتغيير،كما نقرأ بيانات لمفكرين وأدباء وشعراء – تشو مسكي وغيره – تشد من عزيمة الشعب المصري.كما نتابع قنوات فضائية عقلانية،وصحف دولية صادقة،تقدم تحليلا يحمل وجهات نظر كافة الإطراف،لا تنطق بلسان الحكومات،بهدف إيصال المعلومة للرأي العام أينما كان.
إضافة،لذلك تتسابق دول العالم وعلى أعلى المستويات في دعم حق الشعوب،وانتقاد العنف وسياط الدولة،المستخدمة على جسد الشعب،كما تقوم نقابات ومؤسسات ومراكز بحث وأحزاب بعين الشيء.
لكن الذي لا نفهمه،ولا نستطيع تفسيره،هو غياب مؤسساتنا الإعلامية، وصحفنا،ومراكزنا البحثية،وأحزابنا ونقاباتنا،عن الحدث التاريخي،حيث لا يتقنون إلا دفن الرؤوس في الرمال أو في الرماد. حتى أزمع هؤلاء على الإدلاء بدلوهم فإن هذا يكون بعد فوات الأوان.
غياب ملحوظ لن نستثني منه أحد،حتى الأحزاب التي تدعي بقوتها الشعبية،عجزت عن تسيير مظاهرات دعم للشعب المصري،مثلا الإخوان عجزوا عن إطلاق مسيرة واحدة تعبر عن شعبيتهم التي يقولون بها.أين ذهبت القاعدة لا نعلم،متى تظهر لا نعلم. طبعا هذا ليس مأخذاً على إخواننا في الجماعة،فالتقصير والقصور التنظيمي طال كافة الأحزاب والتنظيمات والتيارات.
نقابة الصحفيين التي ينبغي أن تكون في مقدمة الركب الداعم غابت هي الأخرى،ولم تختلف عن الأخريات في عقم فعلها.
يستفسر المواطن الأردني كذلك عن أسباب غياب بل سبات نقابة الفنانين الأردنيين عن المشاركة في الأحداث حتى تلك التي حدثت أيام غير المؤسف عليه سمير الرفاعي وحكومته، أين هم ، ومصر ام الفن العربي بالنسبة لهم مثلما هي ام الدنيا ،ام هم يعانون من قلة الدعم(...)
في عين الوقت،يلحظ المتابع للمقالات التي ضمتها جنبات جرائدنا - المعظم طبعا - يجد أنها لم تصل بعد لمرحلة النضج وقراءة ما بين سطور المشهد التونسي المصري وإرهاصاتهما،حيث يركز الغالب على الفعل الماضي بمقابل الابتعاد عن الفعل المضارع،خصوصاً أنه لم يخرج أحدا يعلن موقفة من الحاصل حتى بالحد الأدنى،الذي يشبه قطاراً قادما هذه المرة من الغرب صوب الشرق.
احد مقدمي البرامج في التلفزيون الأردني،توجهت له بسؤال يدور في إطار أسباب غياب إعلامنا الرسمي وأحزابنا ونقابتنا عن الأحداث في مصر(...)؟؟؟فقال:أن ساستنا،ومفكرينا،وأحزابنا(...)لا يتقنون فنون الحديث،والتحليل،واستشراف القادم إلا حينما يتحول الحدث التاريخي إلى الفعل الماضي ... ببساطة لا يتقنون شيئا إلا بعد انتهاء الأحداث..كما هو حاصل اليوم في مصر وثورتها،لم يطل علينا أي برنامج أو أي سياسي أو محلل أو مفكر أو أمين حزب أو نقيب ليشرح التوقعات والنتائج التي قد تطالنا كشعب عربي وكوطن عربي وكدولة أردنية وشعب أردني. كم نتمنى أن تحصل ثورة وانتفاضة في تلفزيوننا وإعلامنا الرسمي.
محزن مبكي،وضع تلفزيوننا الأردني الذي استقال من الأحداث،التلفزيون الذي تأملنا خيرا عندما جاءت إدارته الجديدة بعد "المرقة والقلاب" لكن،هيهات،للآمال أن تنبت أفعال.
بطبيعة الحال،الذي ينطبق على إعلامنا الرسمي،ينطبق على فضائياتنا،التي تحولت لشقق مسخرة أسفل الدرج رقم أربعة،التي تستهين بعقول شبابنا وشاباتنا وتأخذهم صوب مستنقعات تافهة لا فائدة منها الا ابتعادهم عن الواقع،ودكاكين على الهواء،لا طعم لا رائحة لا لون لها.
يا رب،العالم"قائم قاعد" كما يقول المثل،وأعلامنا"غايب فيله"لصالح من لا نعلم،من المسؤول لا نعلم،إلى متى يستمر الحال لا نعلم.
يا إخوان،الأردن لم يكن يوما إلا جزء من وطننا العربي الكبير،فلما يحاول البعض فصلنا عنه،الأردن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الكبير،الذي نعيش به ويعيش بنا.
لسنا دولة أوروبية بل عربية،همها عربي موقفنا أسسه الهاشميون على قواعد عربية،بحرنا،سماءنا،صحرائنا،أشجارنا،أحجارنا عربية،تتكلم عربي تتنفس عربي،فلما يريد البعض فصلنا عن إطارنا،وإلحاقنا بإطار غريب عنا.الله يرحمنا برحمته...وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة.
Khaledayasrh.2000@yahoo.com