ربما لم يخطر على بال الكثيرين توقيت زيارة الملك الى قرى في جنوب الاردن والى معان تحديدا لم يسمع بها الكثيرون من المسؤولين ولا حتى المواطنين, قرى تعاني أقصى درجات الفقر وهو الفقر المطقع حيث لا ماء ولا كهرباء ولا خبز ولا دواء ولا عناية طبية إلا العناية الألهيه والتي جاءت بملك البلاد الى هذه القرى للإطمئنان على أبناء شعبه أينما كان من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه, نعم هناك قرى كثيرة مثل هذه القرى تعاني الفقر والعوز ولم يصلها أي مسؤول ابدا , المسؤول الذي يجلس خلف المكتب لا يعرف ماذا يحصل في الخارج لم يعرف أن وجوده في هذه الوظيفة أو تلك هي لخدمة المواطن وليس العكس ويتقاضى راتبه لقاء تلك الخدمة .
لم ينتظر جلالة الملك أحدا حتى يرشده الى هذه القرى فهو يعرف تفاصيل البلد وما يجري به ,ذهب الملك الى المريغه والهاشميه وجلس مع أبنائه على الارض وشرب الشاي على الحطب وتبادل الحديث معهم عن همومهم فهؤلاء رغم الهم والغم والفقر والعوز لم يتظاهروا ولم يخرجوا مسيرات رغم أنهم بحاجة أكثر من غيرهم , هذه الرسائل الى أهل عمان وبقية المناطق , بأن حياتكم ومعيشتكم أفضل بكثير من حياة ومعيشة هؤلاء , وهم أولى منكم بالاحتجاج والمسيرات فأنتم يا أهل عمان متوفر عندكم الخبز والماء والكهرباء والدواء والرعاية الصحية , بالمقابل يفتقر لها هؤلاء لأنهم صابرون مرابطون لا يبحثون عن الكماليات والترفيه , بل الى أبسط متطلبات الحياه وهو الخبز والماء . هي رسالة للجميع بأن نحمد الله على ما نملك من نعم يفتقر لها الكثيرون ولنصبر كما صبر هؤلاء الى أن جائهم الفرج , على يد سيد البلاد وأفرج عنهم كربهم وضيقهم . ربما لا يموت أحدا من الجوع ولكن ربما نموت بالانفلات والفوضى , هي رسائل لنا بأن عيشتنا وحياتنا أفضل من عيشة هؤلاء , ولكنهم أفضل منا بالصبر والتحمل . وأختم وأقول هذه رسائل من مريغة وهاشمية معان لنا نحن أهل عمان , اصبروا فالفرج قريب فلنصبر على أنفسنا أفضل من أن يصبر علينا الغريب