" بأمر من فوق !!!! " ... أوقفوا مظاهـــراتكم فالتغيير قادم
بسم الله مجراها ومرساها... بسم الله بسم الوطن باسم الملك باسم الشعب ، فقد اشتعلت ثورة الجياع والمقهورين في كل إرجاء الوطن العربي ، ومن لم تشتعل به الآن ، فإنها ستشتعل به "لاحقا" بنار وقودها الناس وعقول الحجارة ممثلة بإرادة الشعوب.//
لقد انطلقت عجلة التغيير لا محالة، فقد انتفض شعب تونس الخضراء لخلع صنم من أصنام العرب في جاهليتهم الجديدة بعد أن انطلقت شرارة التغيير بتلك النار التي التهمت جسم "البوعزيزي" لتكون منارة لكسر حاجز الخوف من "اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى".//
إن السنة نار التغيير في الأردن قد بدأت أيضا لكنها أتت "بنكهة هاشمية أردنية عروبيّة" يتكاتف فيها القائد والشعب نحو تغيير شامل يعيد للبلد توازنه بعد أن أطلقها جلالته مدوّية لكل من يستطيع التحليل والتمييز واستنباط ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.//
لقد أطلقها جلالته استجابة لأنين وصرخات عباد ركّع وأطفال رضّع وشيوخ هجّع وشعب سحقته حكومات ولدنة - قصمت ظهره - قائلا: "لا أريد أن اسمع من يدّعي ويقول بان الأوامر تأتي بتوجيهات من فوق".لقد نطقها جلالته مدوية بعد لقاءاته مع بعض الجهات "الخيّرة"التي ربما تكون قد أوصلت لجلالته ما لم تقوم بتوصيله تلك "البطانة" التي دأبت على صنع "حاجز" بين القائد والشعب للتتسيّد على مقدرات الوطن وتتوارث السلطة حتى استشرى الفساد والإفساد وهم يمعنون في الادعاء والكذب بان كل ما يفعلون هو "بأمر من فوق" وهم يدعون كذبا "قاتلهم الله أنّى يؤفكون".//
لقد أطلقها جلالته وهو يعي بان من يدّعون بان تصرفاتهم وأفعالهم وقراراتهم الجائرة هي بأوامر "من فوق" إنما هم مصدر الفساد والإفساد وهم يسهرون على زرع الفتنة وتدمير الوطن بكل مقوماته.//
لقد ولّى عهد "زندقة وفندقة" المسئول في ممارساته وسلوكياته وأفعاله المنافية لكل القيم والمبادئ والأخلاق والأعراف الهاشمية الأردنية التي تربينا ونشأنها عليها، لم يأتي تصريح جلالته من فراغ لولا أن وصل السيل الزبى بأفعال "ثلّة" من هولاء الفاسدين المفسدين ممن تملّكوا حقولا وقصورا فاشتروا وباعوا مقدّرات الوطن وكأنها مزارع لهم ورثوها من أبائهم وسيورثونها لأبنائهم لا بارك الله لهم فيها وجعلها عليهم نارا سعيرا آمين اللهم امين.//
لقد عبّر الشارع الأردني عن غضبه بطريقة حضارية عبر التظاهر والتعبير السلمي لتردّ عليه الأجهزة الأمنية "الحسنة بأختها وبأحسن منها" متوّجة بالورود والعصائر ومياه الشرب التي قام رجال الشرطة والأمن بتوزيعها على المحتجين في ملحمة وطنية ملئها الوعي والإدراك والعمل لما فيه مصلحة الوطن العليا.//
إن وضعنا في الأردن يختلف عنه في تونس ومصر واليمن وغيرها من بلاد العرب أوطاني، حيث أن مطالب الشعب الأردني واضحة "غير قابلة للتأويل" وتتمثل برحيل دولة سمير الرفاعي ومن هم على شاكلته من أصحاب الكابيتال والديجيتال ومن لف لفيفهم ممن أوصلونا الى الدرك الأسفل من الفقر والعوز وضيق ذات الحال.//
لقد طالب الشعب ولا زال يطالب بتغيير الحكومة ممثلا برئيسها وفتح جميع الملفات المغلقة التي أوهمونا بأنها "بأمر من فوق !!!! " ومحاسبة الفاسدين المفسدين بشكل شفاف وواضح بعيدا عن محاولات الالتفاف على رغبات ومطالب وأماني الشعوب.//
إنني اعتقد بان أي تغيير وزاري "قادم" لن يجدي نفعا إن لم يكن هذا التغيير "جذريا " يفضى الى محاسبة الفاسدين المفسدين من الخونة تجّار دماء وقوت الشعب ممن يتوارثون السلطة والمراكز والوظائف - وملاحقتهم قضائيا وشعبيا لا سيما وإننا عشنا وعايشنا عقودا تعاقبت علينا حكومات فاسدة "جلّها" لتأتي كل واحدة وتلعن سابقتها بينما يكتوي الشعب بنارها ألما "عوزا وقهرا" في الوقت الذي ينعم "أربابها" عهرا بجمع الغنائم "سرقة ونهبا" بعمليات غسيل أموال كبيع قصور ومزارع ومصانع وأراضي ومؤسسات يعاقرون فيها "خمرا" للتنصل من بشريتهم وإنسانيتهم -إن كان للإنسانية والأخلاق مكان في قواميسهم.//
لقد أمعن هولاء الفاسدين في استغلال مناصبهم في السلطة حتى توارثوها "فسقا وعهرا" وهم يدّعون بأن كل ذلك "بأوامر من فوق"،وعليه ، ومن هذا المنطلق فان أملنا بتغيير جذري قادم "هو محط أنظار الأمة" كهبة ومنحة ومكرمة من سيدي ومولاي جلالة الملك ، كونه صاحب الكلمة الفصل في كل ما يجري وما يجب أن يكون، وإنني اعتقد بأن " جلالته" لفاعلها قريبا بعيد أن تنفضّ الدورة البرلمانية العادية.//
إنني ومن على هذا المنبر، أناشد كل الأردنيين المتظاهرين والمحتجين في أعمالهم وبيوتهم وفي شوارع العز والكبرياء وساحات المجد والإباء بوقف مظاهراتهم - حتى انتهاء الدورة البرلمانية الحالية - كي يتسنّى "لصاحب القرار" اتخاذ قرار حاسم "أتوقع" بأنه سيغيّر وجه تاريخ هذا البلد ووجهه السياسي والاقتصادي " بعد كشف زيف من يدّعون من فوق" لترتسم خريطة طريق وطنية جديدة يستثنى منها "الولدنة" من االكابيتاليون والديجيتاليون وأصحاب "الصرعة والفياعة" من الصلعائيون والقرعائيون الذين "مسخوا" وجه وهيبة مؤسسة الحكومة حتى باتت "سيرتها"محل سخرية وتندّر بين الشعوب.//
إن إيقاف المظاهرات "مؤقتا" سيكون بمثابة الدعامة الأساسية لتلك التغييرات التي ينشدها الشعب ،وعليه فإنني إذ أناشد كل أردني وأردنية ونشمي ونشمية ، فإنني على يقين بان "قيادة" بوزن جلالة الملك عبدالله الثاني لن تخذل شعبها وإن غدا لناظره لقريب ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com