اللي معهوش مايلزموش قول جميل لكن تطبيقه صعب في مجتمع صغير الكل يعيش مع الكل ويدري بما يجري
فلان قبل على حساب المكرمة فلان قبل على قائمه العشائرية فلان قبل على مقعد فلان وفلان لم يجد من يسعفه او يمد يد العون له لذا لاحظ له فليتجه للعمل حتى ولو كان معدله افضل من عشرات من الذين قبلو فهل هذه هي العداله والمساواه
فبالرغم من التطور الكبير الذي شهده التعليم الجامعي العام في السنوات الأخيرة وفتح عشرات الجامعات , وتجلّى في العديد من الكليات والأقسام والمعاهد التابعة للتعليم العالي ـ والتي افتتحت في غير محافظة وغير جامعة , إلاَّ أن التعليم الجامعي العام ظلَّ قاصراً عن استيعاب الطلاب الناجحين في الثانوية العامة ,والمستفيين من المكارم الحاصلين على مقعد جامعي حكومي شبه مجاني او مجاني مدعوم , والذين لاتسمح لهم ظروفهم المادية من الاتجاه إلى الجامعات الخاصة , للتحصيل العلميحسب ادعاء الكثير منهم .وظل مصير ابنائنا الطلبه مربوطا بالعلامة والواسطة والحظ وقدرة الاستيعاب وحجم البناء علما ان جامعاتنا تضم عشرات الاف الدونمات الفارغة حتى من العشب والدعم لها مستمر من هب ودب وعلما انها ان ارادت تجد مخرجا كما اوجدته للموازي او إن تطبق نظم الدراسة الانتساب ثم ماذا لو فعلت الحكومة كما هو في مصر كل جامعه تاخذ من ابناء المجتمع المحلي نسبة وتوزع البقية
فلو اخذت كل جامعه40%من ابناء محيطها و20%من خارجها و20من ابناء العرب و10%موازي و10 استثناءات في كل جامعه لما راينا طالبا يشكو ويندب حظه
لقد كانت معدلات القبول الجامعي العالية في السنوات السابقة , صدمة للطلاب الذين ظلوا خارج أسوار الجامعة الحكومية , ولأهاليهم الفقراء وهم الشريحة الاكبر الذين كانوا يتوقون لرؤيتهم في الجامعة التي لا تستنزف جيوبهم ومدخراتهم , ولا تدفعهم للاقتراض من المصارف لتعليم أبنائهم . ولا تحيجهم لرحلة البحث عمن نقذهم بينما قوائم ابناء الاغنياء انضمت تحت قوائم اخرىوالدلائل كثيرة
ودفع الفقراء ابنائهم من الطلاب , لإعادة الثانوية العامة لخسارة سنه اخرى من اعمارهم لعلهم يحصلو على علامة او اثنتين ,, تتيحان للطالب الفقير دخول الجامعة الحكومية, فأوجد ذلك ظاهرة الطالب الناجح ويعيد , والطالب الحاجز مقعداً جامعياً ولا يدرس !!
وهذا ما كان يجب إن تلتفت اليه وزارة التعليم العالي ومن قبلها التربية– لتتخذ إجراءات هامة على هذا الصعيد , أهمها تخفيض معدلات القبول الجامعي لبعض الاختصاصات حتى10 علامات ,وفي المفاضلة الأولى , ووضع شرائح بدقة , للتقليل من الفرق بين الحد الأدنى للتقدم للمفاضلة , والحد الأدنى للقبول في الاختصاصات والجامعات , وعدم السماح للمقبولين بالمفاضلة الحالية , بالتقدم لمفاضلة أخرى ,
وإذا كان الطلاب يخشون من نتائج المنافسة , ويتخوفون من تخفيض معدلات القبول التي أشرنا إليها بداية , فإن وزارة التعليم العالي , تربط القبول الجامعي بالإمكانات المتاحة لدى الجامعات سواء المادية أم البشرية , أي توفير فرص دراسية ترتبط بالحاجات التنموية للبلاد.
وجميع أولئك الطلاب يأملون بالتعليم الجامعي الرسمي أي الحكومي شبه المجاني الذي كان ولما يزل ملاذاً للطلاب الفقراء , وعوناً لذويهم .
فهل يبقى كذلك ؟ أم ستجعله نتائج المفاضلة حلماً بعيد المنال للطلاب . وعبئاً لذويهم .
كل ما نرجوه أن تكون لجنة القبول الجامعي التي أقرت خلال اجتماعها الأخير , أعداد الطلاب المقترح قبولهم في الجامعات الحكومية , قد راعت هذه المسألة , وأخذت بعين الاعتبار أن القادرين على التعليم الجامعي الخاص مادياً , لا يتجهون إلى العام , لأنه – بكل بساطة – لا يناسبهم اجتماعياً !! ولا يلائم (( برستيج )) الأسرة .
وبدورنا نشكر القائمين على المكارم والعشائر والاستثناءات لكن نقول قيموا الاوضاع ونقحوا القوائم وتعرفو للحاصلين على المنح وقارنوها مع من بقي لان اكثر المستفيدين هم ابناء الذوات والاغنياء القادررين
واقترح إن تدعوا الجامعات الحكومية العامة , لعامة الطلاب , والخاصة لمن يستطيعها .
presszia@yahoo.com