السادةجريدة اخبار البلد الالكترونية/ المحترمين
ارجو نشر المقال المرفق/ أو المكتوب أدناه
جمال محمد نواصرة - مدير المركز الريادي للطلبة المتفوقين والموهوبين – جرش
............................................
بسم الله الرحمن الرحيم
مدير تربية جرش السابق: (م. فايز جويعد)... وجهة نظر
بداية أود أن أوضح أن لا صلة تربطني بالمدير المذكور سوى صلة الزمالة في العمل التي لم ترق يوما لتصل إلى صلة الصداقة أو المصالح المشتركة المتبادلة.
ولهذا أرجو أن لا يُفسر مقالي هذا بأنني أدافع عنه بدافع المصلحة أو غيرها، ولكنني أرى من الواجب علي أن أُبدي وجهة نظري الشخصية تجاه ما حصل له.
لقد سمعتُ - كما سمع غيري- لوجهة نظر واحدة هي وجهة نظر فرع نقابة المعلمين في جرش - ومن كانوا على خلاف معه- القائلة أن مدير التربية - موضوع المقال- يسيء إلى كرامة المعلمين ويتعمد إهانتهم ويعتدي على هيبتهم، ولم نستمع - للأسف- إلى وجهة النظر الأخرى؛ فالصوت العالي هو المسموع في هذه الأيام وأنا هنا لست مع الإساءة للمعلم والانتقاص من كرامته تحت أي ذريعة، ولكنني في الوقت نفسه مع إنصاف مدير التربية وأن لا نأخذ مما قاله قولا مُجتزئاً كمن يأخذ قول الله تعالى:( لا تقربوا الصلاة) فقط، دون أن يكمل باقي الآية الكريمة.
لقد كان - وأقصد هنا مدير التربية السابق- نصيراً للمعلم، حتى أنه سبق وان شارك المعلمين اعتصامهم أمام مبنى المديرية (في الجبل الأخضر) للمطالبة معهم بحقوقهم، وكان مثالاً للتعامل الحسن مع المعلمين بشهادة كل من قابله أو عمل بمعيته، وكان في غاية التواضع والاحترام عند الحديث والحوار معهم في مدارسهم، أو مع أي مراجع له في مكتبه، وقد كان يوصي مديري ومديرات المدارس للتعامل الحسن مع المعلمين وخصوصاً خلال فترة الإعتصامات الماضية.
من البديهي أيها القارئ الكريم أن الموضوعية تغيب عن الكثيرين عندما يرون وجهات نظر الآخرين مخالفة لوجهات نظرهم الشخصية، أو تضررت مصالحهم، أو بان تقصيرهم، أو تهددت تحالفاتهم، أو تدنت شعبيتهم، أو توقفت إجابة طلباتهم ووساطاتهم؛ فانسحب البساط من تحت أرجلهم - وما أكثرهم في مجتمعنا هذه الأيام-.
إن الحكم الموضوعي يستند إلى الشمولية في النظر إلى الأشياء، وليس إلى الجزئيات والانطباعات الذاتية، ولا أدلّ على ذلك أن ديننا الحنيف ينظر إلى الإنسان نظرة شمولية تشمل سلوكاته، وعلاقاته مع الآخرين ومع المخلوقات الأخرى في هذا الكون.
فلا يوجد إنسان كامل في هذا الكون، والأجدر بنا أن نعظّم الانجازات والايجابيات وأن لا نلتفت كثيرا إلى السلبيات التي لم يخلُ منها البشر على مرّ العصور، وجميعنا يعرف أخلاقياته الوظيفية التي ميّزته عن غيره من مديري التربية؛ ممّن كانوا يستخدمون سيارة الحكومة لمغامراتهم العاطفية.
لقد اختلفت كثيرا مع المدير- موضوع المقال- وكان ذلك الاختلاف في العمل ومن أجل مصلحة العمل، ولم ألحظ في تصرفاته معي أي نوع من الإساءة لي - بالرغم من أنني حاد الطباع- بوجه عام.
لقد كان يؤدي عمله كباقي مديري التربية الذين عرفناهم، ولم يكن متهرباً من واجباته ومسؤولياته، بل كان يواجه المعيقات ويبحث لها عن حلول، وكانت توجّه له الإهانات من قبل المراجعين ويقابلهم بسعة الصدر والصبر.
فوالله إنني رأيت فيه الحرص على مصلحة الطلبة وانتظام المدارس وانضباطها، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة حسب المتاح له.
فهل من العدالة أن يصبح بين ليلة وضحاها أن لا يُعرف عن عالا أنه الممتهن لكرامة المعلم والمتقصّد لإهانته، دونما النظر إلى ايجابياته التي كان لها أثراً ايجابيا في مدارس المحافظة.
انه بشر من لحم ودم، ويعمل في جو مشحون مليء بالتناقضات – كباقي مديري التربية ومديري المدارس-، ومن البديهي أن يخرج من فمه كلاما لا يريد قوله، وهكذا نحن جميعا قد لانضبط أعصابنا وقتما نريد، وكان من الأجدى لنا أن تُحل قضية مدير التربية مع مدير المدرسة داخل إطار التربية ما أمكن؛ بعيدا عن وسائل الاعلام، فقد سمعت في وقت سابق (قبل هذه الحادثة) من البعض: أن النقابة تنوي الإطاحة بمدير التربية- ولم أتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه-.
إن كرامة المعلم مصانة ومحفوظة كونها مهنة سامية امتهنها الأنبياء من قبل، ولكن المعلم يبقى مصانا ومهيبا عندما يلتزم بقيم رسالته، ومبادئ عمله في تنشئة الأجيال وتعليمهم، وعندما يكون قدوة في التعامل أمام أبنائه الطلبة، وزملائه المعلمين ورؤسائه في العمل، وعندما يكون متمكناً من تدريس مبحثه، وحريصا على تنمية قدراته المهنية.
فأنا معلم وأحرص على سمعة المعلم وكرامته وهيبته، والحرص لا يكون فقط بالشعارات والأقوال، وإنما بالأفعال التي تترك أثراً في المجتمع، وفي القدوة الحسنة التي يتمثل بها المعلم أمام الآخرين.
إنها دعوة لمراجعة الذات قبل فوات الأوان، حتى تبقى صورتنا في أنصع وأنقى صورة.
وهنا لا بد لي من الإشارة إلى السادة في نقابة المعلمين للاهتمام بموضوع تدريب المعلمين (بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم) وخصوصا المواضيع التي لها علاقة بالسلوك الوظيفي، والقدوة الصالحة والانتماء الكامل للمهنة، إضافة إلى الاهتمام بمصلحة الطلبة مناصفة مع اهتمامهم بمصلحة المعلمين، شاكرا لهم جهودهم واجتهاداتهم.
وأخيرا، فالشكر موصول لمدير التربية السابق على ما بذله أثناء خدمته في محافظة جرش - مع تحفظي على كلامه الذي سمعته من غيره عبر وسائل الإعلام- وأتمنى التوفيق والسداد لمدير التربية الجديد، وأن يقدّره على إرضاء جميع أطراف العملية التعليمية التعلّمية- مع يقيني بصعوبة تحقيق هذه الأمنية من قبله أو من قبل غيره؛ فالربيع العربي له استحقاقاته على كل المسؤولين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمال محمد نواصرة
مدير المركز الريادي للطلبة المتفوقين والموهوبين/ جرش
jnawasreh@yahoo.com
ارجو نشر المقال المرفق/ أو المكتوب أدناه
جمال محمد نواصرة - مدير المركز الريادي للطلبة المتفوقين والموهوبين – جرش
............................................
بسم الله الرحمن الرحيم
مدير تربية جرش السابق: (م. فايز جويعد)... وجهة نظر
بداية أود أن أوضح أن لا صلة تربطني بالمدير المذكور سوى صلة الزمالة في العمل التي لم ترق يوما لتصل إلى صلة الصداقة أو المصالح المشتركة المتبادلة.
ولهذا أرجو أن لا يُفسر مقالي هذا بأنني أدافع عنه بدافع المصلحة أو غيرها، ولكنني أرى من الواجب علي أن أُبدي وجهة نظري الشخصية تجاه ما حصل له.
لقد سمعتُ - كما سمع غيري- لوجهة نظر واحدة هي وجهة نظر فرع نقابة المعلمين في جرش - ومن كانوا على خلاف معه- القائلة أن مدير التربية - موضوع المقال- يسيء إلى كرامة المعلمين ويتعمد إهانتهم ويعتدي على هيبتهم، ولم نستمع - للأسف- إلى وجهة النظر الأخرى؛ فالصوت العالي هو المسموع في هذه الأيام وأنا هنا لست مع الإساءة للمعلم والانتقاص من كرامته تحت أي ذريعة، ولكنني في الوقت نفسه مع إنصاف مدير التربية وأن لا نأخذ مما قاله قولا مُجتزئاً كمن يأخذ قول الله تعالى:( لا تقربوا الصلاة) فقط، دون أن يكمل باقي الآية الكريمة.
لقد كان - وأقصد هنا مدير التربية السابق- نصيراً للمعلم، حتى أنه سبق وان شارك المعلمين اعتصامهم أمام مبنى المديرية (في الجبل الأخضر) للمطالبة معهم بحقوقهم، وكان مثالاً للتعامل الحسن مع المعلمين بشهادة كل من قابله أو عمل بمعيته، وكان في غاية التواضع والاحترام عند الحديث والحوار معهم في مدارسهم، أو مع أي مراجع له في مكتبه، وقد كان يوصي مديري ومديرات المدارس للتعامل الحسن مع المعلمين وخصوصاً خلال فترة الإعتصامات الماضية.
من البديهي أيها القارئ الكريم أن الموضوعية تغيب عن الكثيرين عندما يرون وجهات نظر الآخرين مخالفة لوجهات نظرهم الشخصية، أو تضررت مصالحهم، أو بان تقصيرهم، أو تهددت تحالفاتهم، أو تدنت شعبيتهم، أو توقفت إجابة طلباتهم ووساطاتهم؛ فانسحب البساط من تحت أرجلهم - وما أكثرهم في مجتمعنا هذه الأيام-.
إن الحكم الموضوعي يستند إلى الشمولية في النظر إلى الأشياء، وليس إلى الجزئيات والانطباعات الذاتية، ولا أدلّ على ذلك أن ديننا الحنيف ينظر إلى الإنسان نظرة شمولية تشمل سلوكاته، وعلاقاته مع الآخرين ومع المخلوقات الأخرى في هذا الكون.
فلا يوجد إنسان كامل في هذا الكون، والأجدر بنا أن نعظّم الانجازات والايجابيات وأن لا نلتفت كثيرا إلى السلبيات التي لم يخلُ منها البشر على مرّ العصور، وجميعنا يعرف أخلاقياته الوظيفية التي ميّزته عن غيره من مديري التربية؛ ممّن كانوا يستخدمون سيارة الحكومة لمغامراتهم العاطفية.
لقد اختلفت كثيرا مع المدير- موضوع المقال- وكان ذلك الاختلاف في العمل ومن أجل مصلحة العمل، ولم ألحظ في تصرفاته معي أي نوع من الإساءة لي - بالرغم من أنني حاد الطباع- بوجه عام.
لقد كان يؤدي عمله كباقي مديري التربية الذين عرفناهم، ولم يكن متهرباً من واجباته ومسؤولياته، بل كان يواجه المعيقات ويبحث لها عن حلول، وكانت توجّه له الإهانات من قبل المراجعين ويقابلهم بسعة الصدر والصبر.
فوالله إنني رأيت فيه الحرص على مصلحة الطلبة وانتظام المدارس وانضباطها، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة حسب المتاح له.
فهل من العدالة أن يصبح بين ليلة وضحاها أن لا يُعرف عن عالا أنه الممتهن لكرامة المعلم والمتقصّد لإهانته، دونما النظر إلى ايجابياته التي كان لها أثراً ايجابيا في مدارس المحافظة.
انه بشر من لحم ودم، ويعمل في جو مشحون مليء بالتناقضات – كباقي مديري التربية ومديري المدارس-، ومن البديهي أن يخرج من فمه كلاما لا يريد قوله، وهكذا نحن جميعا قد لانضبط أعصابنا وقتما نريد، وكان من الأجدى لنا أن تُحل قضية مدير التربية مع مدير المدرسة داخل إطار التربية ما أمكن؛ بعيدا عن وسائل الاعلام، فقد سمعت في وقت سابق (قبل هذه الحادثة) من البعض: أن النقابة تنوي الإطاحة بمدير التربية- ولم أتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه-.
إن كرامة المعلم مصانة ومحفوظة كونها مهنة سامية امتهنها الأنبياء من قبل، ولكن المعلم يبقى مصانا ومهيبا عندما يلتزم بقيم رسالته، ومبادئ عمله في تنشئة الأجيال وتعليمهم، وعندما يكون قدوة في التعامل أمام أبنائه الطلبة، وزملائه المعلمين ورؤسائه في العمل، وعندما يكون متمكناً من تدريس مبحثه، وحريصا على تنمية قدراته المهنية.
فأنا معلم وأحرص على سمعة المعلم وكرامته وهيبته، والحرص لا يكون فقط بالشعارات والأقوال، وإنما بالأفعال التي تترك أثراً في المجتمع، وفي القدوة الحسنة التي يتمثل بها المعلم أمام الآخرين.
إنها دعوة لمراجعة الذات قبل فوات الأوان، حتى تبقى صورتنا في أنصع وأنقى صورة.
وهنا لا بد لي من الإشارة إلى السادة في نقابة المعلمين للاهتمام بموضوع تدريب المعلمين (بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم) وخصوصا المواضيع التي لها علاقة بالسلوك الوظيفي، والقدوة الصالحة والانتماء الكامل للمهنة، إضافة إلى الاهتمام بمصلحة الطلبة مناصفة مع اهتمامهم بمصلحة المعلمين، شاكرا لهم جهودهم واجتهاداتهم.
وأخيرا، فالشكر موصول لمدير التربية السابق على ما بذله أثناء خدمته في محافظة جرش - مع تحفظي على كلامه الذي سمعته من غيره عبر وسائل الإعلام- وأتمنى التوفيق والسداد لمدير التربية الجديد، وأن يقدّره على إرضاء جميع أطراف العملية التعليمية التعلّمية- مع يقيني بصعوبة تحقيق هذه الأمنية من قبله أو من قبل غيره؛ فالربيع العربي له استحقاقاته على كل المسؤولين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمال محمد نواصرة
مدير المركز الريادي للطلبة المتفوقين والموهوبين/ جرش
jnawasreh@yahoo.com