أخبار البلد -
تنتظر عائلات كثيرة في الأردن تلك الكلمات القليلة التي يضن بها مسؤولو التربية والتعليم عن موعد إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة، ويبدو أن ثمة مؤشرات على أن النتائج ستكون بعد إفطار يوم الجمعة القادم، وهي لحظة حاسمة في حياة هذه الأسر، يحسب لها الناس الف حساب لفرط ما تؤثر على مستقبل من يتقدم إلى الامتحان، ومستقبل اهله أحيانا!.
كنت ولم أزل ضد هذا الامتحان بشكله الحالي، فهو نوع من الإرهاب الذي يُمارس ضد الأهل والمجتمع، بحجة التنافس والعلم ورفع سوية الطلبة، وكل هذا محض افتراء، وثمة طرق أخرى أقل كلفة على الأهل والمجتمع من امتحان إرهابي كهذا، وقد كنت حتى وقت قريب أعتقد بوجاهة رأي صديقي ياسر الزعاترة الذي كان يهب في وجهي حين أطالب بإلغاء هذا الامتحان، قائلا لي أنه لم يبق أمام الفقراء من ساحات التنافس غير هذا الامتحان، ويبدو أن هذا الأمر أصبح في خبر كان، بعدما تسرب من أنباء عن تحقيق صحفي استقصائي نادر يكشف فظائع جرائم الغش في امتحانات الثانوية العامة!.
تدور فكرة التحقيق –كما ترويها صحيفة القدس العربي التي حصلت كما يبدو على نسخة من هذا التحقيق قبل نشره- على تخفي الصحفي الشاب مصعب الشوابكه، وخوض تجربة تأدية الامتحان فعلا، كي يكشف في الأثناء عبر عمل مجهد لعدة أشهر عن حقائق وأسرار شبكات المتاجرة بامتحانات الثانوية العامة عبر تقمص شخصية طالب والانضمام رسميا للامتحان الوزاري الرسمي.
القصة بتفاصيلها موثقة عبر كاميرا سرية متطورة وجهاز خلوي وبقية الوثائق والوقائع تكشف تفاصيل كاملة ستنشر اليوم في بعض الصحف وفي محطة راديو البلد الإذاعية في تحقيق سري سيفجر ولا شك قضية اجتماعية تهم كل الأردنيين!.
لا أريد أن أستبق الأمور، فنحن لم نر بعد ما توصل إليه زميلنا الصحفي الشاب، ولكن ذاكرتنا مليئة سلفا بقصص الغش وتسريبات الأسئلة أو الاتجار بها، حتى ولو من باب الإشاعات، وقد اعتدنا على أن لا دخان بلا نار، وأن كل إشاعة لها أصل!.
إن صح ما احتواه هذا التحقيق الصحفي، فنحن أمام حالة جديدة من حالات التشكيك بجدوى امتحان كهذا، يسبب للمجتمع كل هذا القلق والخوف والاضطراب، وفي النهاية نكتشف أنه في أقلها «ليس أهلا للثقة» وأن التنافس النزيه لم يعد موجودا، ما دام البعض يحصل على الثمرة مقشرة بلا تعب، أو بثمن بخس دراهم معدودة!.