في قلب الضفة الغربية تقع منطقة E1، مساحة صغيرة لا تتجاوز 12 كيلومترًا مربعًا، لكنها تمثل ثقلًا سياسيًا هائلًا بالنسبة لأمل قيام الدولة الفلسطينية. هذه الأرض ليست مجرد مساحة جغرافية؛ فهي الشريان الذي يربط القدس الشرقية بالمناطق الشمالية والجنوبية للضفة الغربية، كما تفصل المستوطنات الكبرى عن باقي الضفة. أي مشروع استيطاني هنا لا يعني توسعًا سكنيًا فقط، بل خطوة استراتيجية قد تغير الواقع السياسي للأجيال القادمة.
أعلن وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش مؤخرًا الموافقة على بناء أكثر من 3,000 وحدة سكنية في E1، وهو ما اعتبره مراقبون وحقوقيون خطوة لإغلاق الطريق أمام قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. هذا القرار أعاد إحياء مشروع كان متوقفًا لعقود تحت ضغوط دولية، والآن أصبح على وشك التنفيذ الفعلي.
تنفيذ مشروع E1 لا يقتصر على إنشاء المستوطنات، بل يشمل فرض حواجز وعزل طرق تتحكم في حركة الفلسطينيين اليومية. المدن الفلسطينية مثل رام الله، بيت لحم، والقدس الشرقية ستجد نفسها محاصرة بين خطوط استيطانية، وسيضطر السكان لاستخدام طرق التفافية يسيطر عليها الاحتلال، مما يزيد أوقات التنقل ويقيد حرية الحركة.
وقد أعربت الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأردن، مصر، قطر، ومعظم الدول العربية عن رفضها لهذا المشروع، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة المشروع بأنه "تهديد مباشر لحل الدولتين".
إن مشروع E1 ليس مجرد تطوير عمراني، بل أداة سياسية لتغيير الواقع على الأرض. إنه الجدار الخفي الذي قد يقسم الضفة الغربية ويختبر قدرة المجتمع الدولي على حماية الحقوق الفلسطينية. السؤال المطروح اليوم: هل ستظل تحذيرات العالم مجرد بيانات مكتوبة، أم ستكون هناك خطوات عملية لمنع تنفيذ مخطط قد يغير مستقبل فلسطين إلى الأبد؟



