باكستان تفعل أنظمة الدفاع الجوي وتنشر مقاتلات بالقرب من منشآتها النووية ومن حدود البلاد مع إيران بعدما شن الاحتلال الصهيوني هجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
إسلام أباد تفعل ذلك رغم أنه لا يوجد أي تهديد مباشر، لكنها تتخوف من امتداد الشرر إلى حدودها.
باكستان الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في العالم الإسلامي ولديها حدود طويلة مع إيران.
باكستان التي أدانت الهجمات الإسرائيلية على إيران وأعربت عن تضامنها مع إيران، ووصفت الهجوم الإسرائيلي عليها بأنه "غير مبرر”، و”انتهاك صارخ لسيادة إيران”، و”يقوض الاستقرار الإقليمي بشكل خطير”.
تجد نفسها مدفوعة إلى الوقوف العلني والمكشوف مع إيران لاعتبارات عديدة لعل من أهمها، أنها في حرب مجمدة مع الهند حليفة دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، ومن الداعمين لكيان العدو عسكريا وسياسيا، وهي دولة نووية إسلامية من خارج منظومة الدول النووية التي في غالبتيها غربية، ولا يوجد فيها أي دولة عربية أو مسلمة سوى باكستان.
وانطلق الموقف الباكستاني من الإحساس بان دولة الاحتلال وبدعم أمريكي غير مشروط ستبحث عن عدو جديد في حال تمكنها من "تطويع” إيران، ويبدو على رأس القائمة، باكستان وتركيا.
لذلك دعت باكستان إلى وحدة الصف الإسلامي ودعم إيران بوصفها عضوا في المنظومة الإسلامية، وإلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة دولة الاحتلال المعتدية وضمان احترام القانون الدولي.
وقد أظهرت باكستان، من خلال تصريحاتها الصادرة عن عدة مستويات سياسية من الرئيس ورئيس الوزراء إلى قادة الجيش، وقوفها إلى جانب طهران في مواجهة العمليات العسكرية، مع الإصرار على الدعوات المتكررة لضرورة احتواء الأزمة عبر الدبلوماسية والتفاوض، معتبرة أن التصعيد لا يخدم أي طرف وهو بمثابة تهديد مباشر للأمن الإقليمي.
مع أقرار إسلام أباد بحق الشعب الإيراني الحق في العيش بأمن وسلام بعيدا عن التدخلات الخارجية أو التهديدات وتهديد الأمن الجماعي.
وربما كان التصريح الأكثر قوة الصادر عن خواجه آصف، وزير دفاع باكستان، الذي أشار إلى أن "إيران هي جارة لنا وقد كانت لدينا علاقات جيدة معها لقرون. وفي ظل هذه الأزمة، سنقف إلى جانب إيران بكل الوسائل الممكنة وسنحمي مصالحها”. وأكد "أن الإيرانيين هم إخوتنا، وأن آلامهم وآلامنا هي آلام مشتركة.”
كما أشار إلى أن استهدف الاحتلال كل من اليمن وإيران وفلسطين، مشددا على ضرورة اتحاد العالم الإسلامي. وحذر من أنه "إذا لم يتحد العالم الإسلامي اليوم وظللنا صامتين، فإن الدور سيأتي على الجميع”.
من الواضح أن باكستان تعرف تماما أن اتساع ساحة المواجهات سيفرض على دول إقليمية، بإرادتها أو رغما عنها، التورط في هذه الفوضى التي يتسبب بها بنيامين نتنياهو النرجسي والمتغطرس الذي يبدو بأنه يجر أمريكا، المنومة مغناطسيا، إلى الوحل.ولن يتوقف إلى بعد إشعال حرب كونية.
بالطبع العرب خارج هذه المعادلة فنتنياهو يحقق خططه فيها دون أي عناء أو بذلأيمجهودإضافي.