أخبار البلد - قصف وتوغل إسرائيلي مع كل تقدم تحرزه سوريا على الصعيد الداخلي والخارجي، فبعد الإعلان عن رفع الولايات المتحدة العقوبات على سوريا منتصف أيار/مايو الماضي باشر الاحتلال عملية توغل استفزازية في الجنوب السوري، وعقب الإعلان عن توقيع اتفاق لإنشاء ثلاث محطات انتاج للطاقة الكهربائية بكلفة 7مليار دولار بشراكة تركية قطرية أمريكية صباح يوم الخميس الموافق 29 ايار / مايو الفائت، جاء رد الاحتلال الإسرائيلي مساء ذلك اليوم بقصف الساحل السوري في محافظة اللاذقية.
لم يختلف المشهد كثير اليوم الأربعاء فبعد اعلان الولايات المتحدة انسحابها من ثلاث قواعد في الأراضي السورية، و الاحتفاظ بتواجد ضعيف غير مؤكد في احداها على لسان سفيرها لدى انقرة توماس باراك، قصفت مدفعية الاحتلال الجنوب السوري بحجة تعرض الجولان المحتل لقصف صاروخي من داخل الأراضي المحتلة منذ الثامن من كانون الأول /ديسمبر من العام 2024.
الإعلان الأمريكي عن انسحابه من حقلي العمر و كونيكو للغاز بمحافظة دير الزور يوم امس الثلاثاء اثار جنون الاحتلال الإسرائيلي، اذ جاء بعد يوم واحد من تصريحات السفير الأميركي في انقرة ومبعوثها الى سوريا توماس باراك، أوضح فيها خلال مقابلة له مع شبكة "إن تي في” التلفزيونية التركية، مساء الاثنين المرحلة التي بلغتها اميركا في رسم علاقتها مع الدولة السورية بالقول: انتقلنا من 8 قواعد إلى 5 ثم ثلاث، وسنبقي على الأرجح على قاعدة واحدة، امر اثار جنون الكيان الإسرائيلي ودفعة للمزيد من التصعيد في مطار حماة لكن هذه المرة دون اعلان رسمي.
الرد الإسرائيلي على تصريحات السفير الأمريكي جاء على نحو ملتبس تارة للرد على قصف من الأراضي المحتلة في الجنوب السوري عام 2024 على الأراضي المحتلة في الجولان عام1967 ، وبتفجيرات في مطار حماة والاهم بكشف استفزازي اليوم الأربعاء قام فيه مدير الشاباك ديفيد زيني بجولة سرية في محيط العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع زيارة السفير الأمريكي الى انقرة ومبعوثها الى سوريا السفير توماس باراك، فما لن يفعله الاحتلال بالعلن سيفعله بالسر بمعية زيني كما حدث في حماة اليوم.
زيارة توماس باراك للكيان الإسرائيلي لمناقشة ملف الدور التركي والسوري على وقع القصف الإسرائيلي للجنوب السوري والتحركات الاستفزازية لزيني، يشير بوضوح الى حجم التعقيد الذي يصنعه الكيان الإسرائيلي للولايات المتحدة الامريكية في سوريا، فالشركات الامريكية الطامحة بعقد صفقات للأعمار في سوريا بالشراكة مع قطر وتركيا، والسعودية والامارات مستقبلا تعيقها ويفشلها الاحتلال الإسرائيلي على نحو يهدد بعودة النفوذ الإيراني و فتح الأبواب لروسيا والصين الراغبة في توثيق علاقتها بالمنطقة العربية.
ختاما .. الاستفزازات الإسرائيلية تتحول الى كلف تدفعها السياسة الامريكية وشركاتها ورجال اعمالها ، وهي السمة الرئيسية التي باتت تحكم العلاقة الامريكية الإسرائيلية، فمدير الشاباك ديفيد زيني ثمرة الصراع والفوضى الداخلية في الكيان الإسرائيلي يرفع الكلف على النفوذ الأمريكي ويقوض علاقاتها ومصداقيتها الضعيفة والمتلاشية بحلفائها وشركاؤها، وعلى راسهم تركيا والعربية السعودية دون مقابل حقيقي من الجانب الإسرائيلي المأزوم فاقد الأفق داخليا وإقليميا ودوليا، وهي معادلة مختلة لم تتمكن الولايات المتحدة من علاجها ولا يتوقع ان تنجح في ذلك دون الإطاحة بنتنياهو الذي يخوض معركة خفية في سوريا مع دونالد ترامب لم تتضح ابعادها ونتائجها بعد، خصوصا بعد ان اطاحة ترامب باريك ترايغر وميراف سارن ومورغان اورتاغوس من طاقم ادارته.
صراع أمريكي إسرائيلي خفي في سوريا ولبنان

حازم عياد