أصبحت "كذبة نيسان" والتي تكون في اليوم الأول من نيسان/ أبريل من كل عام، عادة يشارك فيها الناس في أنحاء العالم، حيث يتم الترويج فيها للأكاذيب والخُدع.
ولا توجد حقيقة مؤكدة لهذه العادة التي أصبح الكذب فيها "مباحا" في اليوم الأول من نيسان/ أبريل لدى الكثير من دول العالم لا سيما الأوروبية.
ويرجع البعض إلى أن أصلها جاء عندما قام البابا غريغوار الثالث عشر، في القرن السادس عشر، بتعديل التقويم، إذ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ يوم 21 أذار/ مارس وينتهي في اليوم الأول من نيسان/ أبريل، لكنه أعاد وقت الاحتفالات برأس السنة الجديدة ثلاثة أشهر إلى الوراء لتبدأ في الأول من كانون الثاني/ يناير وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 كانون الأول/ ديسمبر.
وكانت فرنسا أول دولة تعمل بالتقويم الجديد وكان الفرنسيون يسخرون ممن بقي يحتفل برأس السنة في الأول من نيسان/ أبريل.
أما البريطانيون، فبدأوا يهتمون بيوم "كذبة نيسان" في القرن السابع عشر، والتي انتشرت في العالم في أوائل القرن التاسع عشر.
ولكن الكاتب جيفري شوسر، دحض هذا الرأي، حيث تبين أن "قصص كانتربري" التي كتبها، تعود للقرن الرابع عشر.
ويرى البعض أن هناك علاقة قوية بين "كذبة نيسان"، و"عيد هولي" في الهند الذي يحتفل به الهندوس في 31 أذار/ مارس من كل عام، حيث يقوم المحتفلون بالكذب والخداع للهو والدعابة، ثم يكشفون عنها في مساء اليوم التالي والذي يكون الأول من نيسان/ أبريل.
ورغم الاختلاف في أصول "كذبة نيسان"، إلا أن المتفق عليه أن جذورها تأتي من أوروبا.
لكن الدولتين الوحيدتين اللتين لا يمارس فيهما عادة الكذب والخداع، هما ألمانيا وإسبانيا، حيث أن الأول من نيسان/ أبريل يوم مقدس لدى الإسبان، فيما يوافق يوم ميلاد الزعيم الألماني "بسمارك".
ما أشهر الأكاذيب التي كانت في هذا اليوم؟
أشجار السباغيتي في سويسرا
في عام 1957 بثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تقريرا شهيرا للإعلامي ريتشارد ديميلي، حول حصاد معكرونة سباغيتي من أشجار في سويسرا، ليتصل الناس متسائلين عن كيفية زراعتها، ليقال لهم أن يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي على شرائح طماطم.
جزر سان سَريف
في عام 1977، نشرت صحيفة الغارديان نشرة إرشادية للسفر إلى جزيرتين خياليتين تحت اسم "سان سريف"، وقالت إن هاتين الجزيرتين؛ وهما الجزيرة الشمالية الأكبر وسمتها "أبر كيس" والجزيرة الجنوبية الأصغر وسمتها "لَور كيس"، تشكلان ما يُشبه الفاصلة (الفارزة) المنقوطة في علامات الترقيم في الكتابة.
وإذا لم يكن ذلك كافيا لإثارة شكوكك، فإن الجزء المتعلق بالتعليم في الجزيرة يشير إلى أنه "بالإضافة إلى الدروس المعتادة في مرحلة الدراسة الثانوية هناك يمتلك الطلبة المراهقون اختيار الغوص بحثا عن اللؤلؤ كأحد الدروس في مرحلة (الأيه لَفل)، ولن تكون وحدك في التعجب من كيفية التسجيل للالتحاق بمدرسة هناك". كما تقول "بي بي سي".
تحدي الجاذبية
في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة "بي بي سي راديو 2" أنه في الساعة 9.47 صباحا سيتم الشعور بما وصفه بـ "تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو".
وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا ستطفو في الهواء.
بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.