في لقاء جمعه مع الشباب، شدد سمو الأمير الحسين على ضرورة التركيز على بناء اقتصاد قوي، رغم التحديات التي تواجهنا.
وهذه ليست مجرد دعوة نظرية، بل رؤية عملية تستدعي العمل على عدة محاور إستراتيجية تضمن نموا مستداما يعزز مناعة الاقتصاد الوطني.
أولا: دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
تشكل هذه المشاريع العمود الفقري للاقتصاد الوطني، حيث تساهم في خلق فرص العمل وتعزيز الإنتاج المحلي. لذا، فإن توفير التمويل الميسر، وتقديم الحوافز الضريبية، وتوفير برامج تدريب متخصصة لرواد الأعمال، تعد خطوة أساسية نحو اقتصاد أكثر ديناميكية، خاصة في القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا.
ثانيا: تسريع التحول الرقمي
أصبح الاقتصاد الرقمي محركا رئيسا للنمو، مما يتطلب دعم الشركات الناشئة في التكنولوجيا، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتحفيز التجارة الإلكترونية. إن الاستثمار في الرقمنة لا يعزز التنافسية فحسب، بل يفتح المجال أمام الشباب للابتكار والريادة في السوق المحلية والدولية.
ثالثا: الاستثمار في التعليم والتدريب المهني
لا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض دون رأس مال بشري مؤهل. وهنا، يصبح تطوير المناهج لتتواءم مع متطلبات سوق العمل وتشجيع التعليم المهني والتقني أمرا ضروريا لسد الفجوة بين المهارات المطلوبة والوظائف المتاحة، مما يعزز من فرص التشغيل ويقلل من معدلات البطالة، وهذا ما شدد عليه سمو ولي العهد في اللقاء.
رابعا: تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي
تحسين بيئة الأعمال وتقليل البيروقراطية وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الطاقة المتجددة والصناعات التكنولوجية، يعد أمرا حاسما لجذب الاستثمار. كما أن الاستقرار التشريعي والشفافية في القوانين يعزز من ثقة المستثمرين، سواء كانوا محليين أو أجانب.
خامسا: تفعيل دور السياحة كمحرك اقتصادي
يتمتع الأردن بمقومات سياحية فريدة، من المواقع الأثرية والتاريخية إلى السياحة العلاجية والدينية. لذا، فإن تطوير البنية التحتية السياحية، والترويج الفعال للأردن كوجهة سياحية عالمية، وتحفيز الاستثمار في المشاريع السياحية، يمكن أن يجعل السياحة رافدا اقتصاديا رئيسا، يساهم في خلق فرص العمل ورفد ميزان المدفوعات.
سادسا: الاستفادة من الموقع الإستراتيجي للأردن
يعد الأردن بوابة اقتصادية مهمة في المنطقة، مما يتيح له أن يصبح مركزا إقليميا للتجارة والخدمات اللوجستية. يتطلب ذلك تطوير المناطق الصناعية، وتعزيز الشراكات الإقليمية، وتحسين وتطوير البنية التحتية للموانئ سواء البرية او البحرية، بما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات.
ختاما، بناء اقتصاد قوي لا يتحقق بقرارات حكومية فقط، بل يحتاج إلى مبادرات يقودها الشباب ورواد الأعمال والمجتمع المدني. التركيز على الإنتاجية، الابتكار، والاستدامة هو المفتاح الحقيقي لنمو اقتصادي متين وقادر على مواجهة التحديات.