إذا كنت فوق الستين من حقك أن تفرح. فأنت اليوم تعيش لحظة تاريحية. وان كنت تحت الستين فانك ترى أمامك مستقبلاً أجمل، حياة أفضل، وكرامة لا تدوسها دبابات محتل ولا عنجهية مختل يرى العالم مزرعة بقر لا بشر للقوة الأكبر. يتصرف كما لو أن العالم مشاع، يعاقب من يرفض ويرفص من لا يريد أن يرقص معه رقصة الموت على قبور الآطفال والمعذبين.
من حقك أيها المسن أنك كما رأيت في معركة الكرامة الخالدة الدبابات الصهيونية تداس بأقدام جنود الجيش العربي الأردني فإنك ترى دبابات العدو مدمرة محطمة في غزة، يلعب بها ويتقافز عليها الأطفال، وتنشر عليها أمهات غزة الصامدات الطاهرات غسيل أبنائهن في مخيمات النزوح الأول والثاني والثالث والرابع.
أطلقت المقاومة ثلاث رهائن فقط ضمن الدفعة السادسة في مراسم منظمة حضارية كما في الدفعات السابقة.
قال الاحتلال إن صحة المفرج عنهم «معقولة». كذب أو خجل أن يقول جيدة. أثنوا على تعامل رجال المقاومة مع رهائنهم طيلة ما يقرب من خمسمئة يوم. كانوا انسانيين وليسوا «وحوشاً بشرية» كما وصفهم المجرم غالانت، صنو نتنياهو الذي انقلب عليه. لكنه ظل معه كمجرم حرب في محكمة الجنايات الدولية.
«الوحوش البشرية» قدموا هدية لأحد الأسرى المفرج عنهم قطعة ذهبية لابنته التي ولدت بعد أربعة أشهر من وجوده في الأسر. في حين ألبست «الدولة الحضارية» الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم في اطار صفقة التبادل قمصاناً عليها شعار نجمة داود وعبارة « لا ننسى.. ولا نغفر «. وما كشف عنه المفرج عنهم من تعذيب واهانة وذل لم يمارسه حتى النازيون.
رأى ترامب جيشاً منظماً لا ميليشا «إرهابية» كما خيل اليه نتنياهو. رجال أشداء يحملون أسلحة اسرائيلية غنموها في يوم الطوفان. أو صنعوها في الأنفاق وليس «مواسير خربانة» محشوة بالديناميت. تم اطلاق الرهائن بشروط المقاومة. خضع نتنياهو.
لقد ثبت للجميع أن «الجيش الذي لا يُقهر ما هو الا نمر من ورق» عندما تتوفر الإرادة. وأن ترامب لو عرض على الاسرائيليين الهجرة الى أميركا مع غرين كارد لهاجر الملايين فوراً بدل أن يعرض على الغزيين الهجرة من ما يعتبره «قطعة أرض» وليست وطناً غير قابل للبيع.
الرهان الآن على اجتماع العرب في الرياض بعد أيام ثم القاهرة ليبنوا على ما بنته المقاومة وما كشفه صمودها من هشاشة جيش ودولة نتنياهو.