إنهم يموتون من الجوع يا أمي !

إنهم يموتون من الجوع يا أمي !
رشاد ابو داود
أخبار البلد -  

عندما كان يضيق الرزق على أبي كان يجلس على فرشة الاسفنج النحيلة عابساً مهموماً، يفرك يديه، مرة يخفض رأسه ويصفن ومرة يرفع عينيه الى السماء ويتمتم بأدعية. كانت أمي تقول له لتخفف عنه « توكل على الله، ماحدا بيموت من الجوع».
وفعلاً كانت تفرج فيعود الى البيت مع الغروب بعد يوم عمل بدأ مع الفجر حاملاً بضعة أكياس من الخضار والفاكهة من تلك التي كان يبيعها في دكانه، بينها كيس صغير من الفستق بقشره الهش توزع حباته على افراد العائلة السبعة بالعدد وبالتساوي. طبعاً اللحمة لم تكن ضمن القائمة فموعدها يوم الجمعة ان كان ذلك ممكناً.
سامحك الله يا أمي وغفر لك. كنتم طيبين ولم تعلموا أن العالم سيتوحش الى درجة تخجل منها الوحوش.
نحن نعيش الآن في زمن يموت فيه « حدا « من الجوع. ليس أي حدا إنهم أطفال غزة . نتنياهو وعصابته يستخدمون الجوع سلاحاً في أقذر حرب في التاريخ على غزة. يمارسون من الوحشية ما لم يمارسه النازيون. نرى كل يوم مئات الأطفال يحملون الطناجر والصواني ليحصلوا على قليل من الحساء من التكايا والمطابخ التي يتبرع بها أهل الخير والضمائر الحية.
الأطفال حديثو الولادة يموتون في الحاضنات إما لعدم توفر الحليب أو قصفاً بقنابل عديمي الانسانية. عقيدتهم تقول لهم « اقتلوا أطفالهم فغدا يكبرون ويقتلوكم «. نشاهدهم كل يوم وكاد بعضنا يعتاد المشهد.
ولماذا لا ترضعهم أمهاتهم ؟
بعضهن استشهدن وبعضهن جف حليبهن من الجوع يا أمي !
آلاف شاحنات الغذاء والدواء والمساعدات تقف على معابر غزة. لا أحد يسعى ولا أحد يضغط على وحوش العصر ليفتح لها الطريق. لو أن وفداً من دول المليار ونصف المليار عربي ومسلم يتوجه الى معبر رفح ليفتح الطريق لشاحنات المساعدات، لو أنها تلوح، فقط تلوح، بورقة قطع العلاقات مع اسرائيل، لو أنها تلوح للرئيس الأميركي بورقة الأرصدة أو بورقة إدارة الظهر.
وأنت يا أبي، ألم تعلمنا أن العربي يقول « أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب». الغريب عنا وعن أرضنا ولغتنا وديننا وتاريخنا يقتل ويجوع ويحاصر إخوة لنا.
ألم تغرسوا في نفوسنا أن « الدم ما بيصير ميه «. صار، صار أكثر من ماء. صار دماء تجري في شوارع وحارات وحتى خيام النازحين في غزة يا أبي !
مجلس حرب نتنياهو يقرر تصعيد الحرب على غزة « حتى النصر «. النصر الذي لم يحققه طيلة أكثر من سبعة عشر شهراً بكل الأسلحة التي تتدفق على جيشه. والمقاومون يؤكدون انهم تعاهدوا على النصر او الاستشهاد « مسلحين بالإيمان بحقهم المشروع. ومعهم أهل غزة الصامدون على ارضهم، رافضين كل عروض الاغراءات بحياة هانئة بعيداً عن وطنهم، فيما يرحل الصهاينة عن فلسطين تباعاً ويحجمون عن الالتحاق بجيش يقاتل من أجل أن يبقى نتنياهو في الحكم.
ليس نتنياهو من يغرق في غزة بل اسرائيل كلها !

 
شريط الأخبار البيت الأبيض يكشف الحالة الصحية لترامب "القسام": "إلى جندي الاحتلال النازي في غزة .. أسير أفضل من قتيل" (فيديو) أول دولة أوروبية تعلن بن غفير وسموتريتش شخصين غير مرغوب فيهما مديرة منتدى الاستراتيجيات تدق ناقوص الخطر بشأن انخفاض إنتاجية العامل الأردني بيان من وزراء خارجية الأردن و10 دول يؤكد دعم أمن سوريا ورفض التدخلات الخارجية محافظ جرش: إجراءات مشددة بحق المتورطين بافتعال الحرائق 7 آبار في الشونة الجنوبية بقيمة 1.2 مليون دولار طائرتان من سلاح الجو تساعدان في إخماد حريق طال عشرات الدونمات الحرجية في جرش إصابة 5 جنود إسرائيليين والقسام تعلن عن عمليات في غزة بلدية الزرقاء تمهل مواطناً 4 أيام لإزالة دجاج وأرانب من منزله إغلاق 5 فنادق في البترا مؤقتا بسبب ضعف الحركة السياحية شركة ميناء حاويات العقبة تزيل أول رافعة جسرية ضمن برنامج التحديث والتطوير الحموري: توزيع الدفعة السابعة من أطفال غزة المرضى في المستشفيات الخاصة معلومات أولية غير مؤكدة عن اسباب وفاة الطيار الأردني في ليبيا ارتفاع مساحات الأبنية المرخصة في المملكة خلال 5 شهور بنسبة 20.6% مدعي عام عمان يستدعي النائب ينال فريحات على خلفية منشور داعم لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة إصابة 5 جنود إسرائيليين في غزة هل يقف مدير مستشفى خاص امام وحدة الجرائم الالكترونية مدير عام مدينة الحسين للشباب بسام الخلايلة .. يعطيك العافية المحكمة الدستورية تقضي بعدم دستورية قانون نقابة المعلمين الأردنيين