أخبار البلد - بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (القصص: 5).
(لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَبِنَصْرِ اللَّـهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُوَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). سورة الروم، آية: 4-6
تبارك جماعة الإخوان المسلمين للشعب الفلسطيني البطل في قطاع غزة ولمقاومته الباسلة، هذا النصر العظيم الذي تحقق في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم على غزة الصامدة. بعد أن أثبتت المقاومة مرة أخرى أنها الحصن المنيع لهذه الأمة، وأنها قادرة، بعون الله، على ردع الاحتلال وكسر جبروته وإفشال مخططاته وتمريغ أنفه بالتراب.
إن الاحتلال الذي أطلق عدوانه الغاشم على غزة ومارس حرب إبادة جماعية ومجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء تحت شعار إنهاء حماس و سحق المقاومة ، يقف اليوم مهزوماً مدحوراً، خاضعًا لشروط المقاومة، غير قادر على تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها في بداية عدوانه. فلم يستطع كسر إرادة غزة، وبقيت حركة حماس والمقاومة صامدة عصية على الإنكسار ولم يستطع العدو أن يحرر أسراه بالقوة العسكرية كما توعد، بل خضع للإرادة الفلسطينية ولقواعد المقاومة البطولية.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني في غزة بصبره وصموده وثباته على أرضه ،أنه يستحق هذا النصر، فلقد وقف شامخًا تحت القصف والدمار، مسطرًا ملحمة بطولية غير مسبوقة في تاريخ الأمة. وقف شامخًا كطود عظيم في وجه عدو نازي مجرم يواجه النار والحصار والدمار بكل صبر وثبات. لقد علّم شعب غزة العالم أن الإرادة الحرة لا تُقهر، وأن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لا يمكن أن تسقط. شعب غزة اليوم ليس مجرد رمز للصمود، بل هو أيقونة العزة التي تلهم روح الأمة وتجدد فيها الأمل بالنصر والتحرير القادم لكل شبر من أرض فلسطين المباركة.
وفي هذا السياق، نوجه تحية إجلال وإكبار إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوى المقاومة كافة، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي قادت المعركة بكل اقتدار وبسالة وأثبتت مرة أخرى أنها درع فلسطين وسيف الأمة. وسطرت نموذجًا في البطولة والفداء وأثبتت أن إرادة التحرير لا تلين، واضعة الاحتلال أمام هزيمة جديدة تضاف إلى سجل فشله المتكرر منذ يوم العبور المبارك في السابع من أكتوبر .
إننا في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد أن انتصار غزة هو انتصار للأمة كلها،فبعد هذه الملحمة البطولية التي خاضتها غزة على مدار خمسة عشر شهراً كرست نفسها وشعبها ومقاومتها كرمز للكرامة والعزة والعنفوان، وشوكة في حلق المشروع الصهيوني الذي ظن خائباً أنه قادر على تركيعها.
وفي الوقت الذي نحتفي فيه بهذا النصر، فإننا ندعو شعبنا الأردني الكريم، وكل أحرار العالم وهيئاته ومؤسساته وقواه الحية إلى القيام بواجبهم تجاه غزة وشعبها. من خلال تقديم كل أشكال الدعم في إعادة الإعمار، وإغاثة الملهوفين، وبلسمة جراح أهلنا في غزة الذين قدموا الغالي والنفيس دفاعًا عن كرامة الأمة كلها.
ختاماً إن هذا النصر هو بداية الطريق نحو تحرير كامل أرض فلسطين، وعلى رأسها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، إن وعد الله حق: وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (يوسف: 21).
الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والمصابين والعزة لله ثم لعباده المجاهدين
والله أكبر ولله الحمد.
المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين