كان محقاً محمود درويش حين قال لهم :
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا
فهم قبل أن يغيروا اسم فلسطين غيروا أسماءهم. لا أحد منهم كنعاني ولا فلسطيني ولا شرق أوسطي، جاء أغلبهم أو والديهم من أوروبا الشرقية الى فلسطين، بعضهم في العهد العثماني وبعضهم في عهد الانتداب البريطاني. كانوا طليعة الحركة الصهيونية التي سيست الدين اليهودي فزيفته وأبعدته عن جوهره فيما لا تزال طوائف من يهود العالم متمسكين بأصوله وأغلبهم في نيويورك ولندن ويعتبرون قيام «اسرائيل» معصية للرب ولا يعترفون بها ومن يقيم منهم في فلسطين يعتبرون أنفسهم فلسطينيين.
بن غوريون أول رئيس وزراء للدولة الصهيونية اسمه الأصلي غروين من بولندا، موشيه شاريت أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء موشيه اسمه شيرتوك من أوكرانيا، ليفي اشكول ثالث رئيس وزراء ليفي يتسحاق شكولنيك، ييغال ألون من بيلاروسيا اسمه بايكوفيتس، غولدا مائير غولدا اسمها مابوفتش من أوكرانيا، اسحق رابين واسمه رابينوفيتش، اسحق شامير – يزرنسكي من بولندا، شمعون بيريز – بيرسكي من بولندا، ارييل شارون – شاينرمان والده من بولندا وأمه روسية، نتنياهو - بينزيون ميليكوسكي بولندا.
لماذا أغلبهم من أوروبا الشرقية وتحديداً بولندا ؟
تاريخ اليهود في بولندا طويل يمتد لثمانمئة سنة. فيها أكبر تجمع لهم بفضل التسامح الديني لكنهم بطبيعتهم مكروهون في كل دولة يتواجدون فيها بسبب انغلاقهم ونظرتهم الدونية المعادية لكل من هو ليس على دينهم وتحول التسامح معهم الى اضطهادهم سواء من الامبراطورية الروسية او النازية. وما تلا الحرب العالمية من تغيرات جيو سياسية.
بنزيون ميليكوسكي أو بنيامين نتنياهو المزيف يسعى الى تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع الصهيوني والى أن يكون ملك اسرائيل الجديدة « من الفرات الى النيل. ولا يخفي هو ومجرمو حكومته خاصة بن غفير وسموتريتش الذي رفع خارطة لاسرائيل التي يسعون لها « من البحر الى حدود العراق « لاغياً بذلك الأردن. نتنياهو كان أقل «تواضعاً « فرفع خارطة بلا ما تبقى من فلسطين، الضفة الغربية.
وسيأتي من الصهاينة من يسعى الى ضم لبنان وثلث سوريا وبعض العراق والسعودية وسيناء الى مملكة اسرائيل الكبرى «، هذا اذا بقيت على الخارطة اسرائيل الصغرى !
لا يريد نتنياهو أن يفهم بأن ما قبل السابع من اكتوبر ليس كما بعده. وبعد سنة من الفشل العسكري والاستراتيجي في غزة ها هو يتوحل في لبنان فيما يتعرض الجليل المحتل بمدنه، حيفا وعكا والناصرة والعفولة ومستعمرات الشمال الى قصف صواريخ المقاومة.
من لم يحقق أي هدف من ما يسميه أهداف الحرب في غزة لن يحقق أي هدف في الشمال. ومن يريد أن يوسع دولته لن يضمن عدم زوالها، فالذين أتوا الى أرض اللبن والعسل، والازدهار والأمان لم يعودوا آمنين الا في الملاجئ.