أخبار البلد - الصمت الغربي على ما يجري بغزة مفهوم تماما، وهو ليس بجديد فهم كانوا يشاهدون المذبحة والجرائم في البوسنة والهرسك على حدودهم وكانوا طيلة 4 سنوات مشاركين في إبادة المسلمين. وهم أيضا يعرفون تماما طبيعة الكيان الصهيوني وما يفعله بالفلسطينيين منذ 76 عاما فهم من أسسه ويدعمه ويبرر جميع جرائمه.
وهو بالنسبة لهم امتداد لمشاريعهم الاستعمارية القديمة حيث مارسوا كل الفظاعات والجرائم في المناطق التي وقعت تحت استعمارهم.
لكن هذا الصمت العربي والإسلامي المحير يصيبني بالدوار كلما فكرت فيه.
وإذا كان صمت الأنظمة لعدم إغضاب من يزعم بأنه يحميهم ويمولهم يوجد من يبرره ويدافع عنه، تحت ستار الوطنية أو بأن فلسطين ليست قضيتي.
فصمت 2 مليار نسمة من المسلمين من بينهم 400 مليون عربي أكثر من محير.
2.5 مليون عربي مسلم في غزة في الطرقات دون ماء أو طعام، وهم تحت قصف لا يتوقف، شهداء وشهـيدات وجرحى ومصابون في الأطراف وإصابات خطيرة في العيون، وأمراض معدية بدأت تنتشر وشلل أخذ يصيب الأطفال، وأسرى تحت التعذيب والقهر.
كل ذلك والعربي، أما صامت، أو متحدث كناطق بلسان جـيش الاحتلال، أو غير مكترث، و"أنا مالي ليست قضيتي"، وقليل يقومون بدورهم الوطني والإنساني والقومي والديني والأخلاقي قدر استطاعتهم وبما لديهم من أدوات.
لكنه بشكل عام صمت محير لا أجد كلمة تصفه. عاجز تماما عن فهمه.
ياليتنيا متنا قبل هذا وكنا نسيا منسيا.
نقطة أخرى ضمن سياق غزة، وهي الضجة التي أحدثها الفيلم الهندي "حياة ماعز"، وهي ضجة غريبة ظهرت هكذا فجأة كنبت شيطاني، وكثير من النشطاء والكتاب أبدوا إعجابهم او غضبوا من الفيلم وكتبوا عنه بحرقة وألم او بحماس شديد، بينما لم يثر فيلم غـزة الذي يبث على الهواء مباشرة 24 ساعة في اليوم و7 أيام بالأسبوع ومنذ 10 أشهر لم يثر اهتمامهم للكتابة عنه.. حتى أنه لم يثير غضبهم، أن هناك ثمة غضباً في قلوبهم..
لكن لماذا أثار هذا الفيلم اهتمام المواطن العربي؟! ربما لأننا جميعنا أسرى العبودية ونعيش حياة الماعز..ماء..ماء ..مااااااااء.
وغزة كشفت أننا نحن العرب كحال الهندي في الفيلم.
ما الرابط بين غزة وفيلم "حياة ماعز"؟
علي سعادة