أخبار البلد - أحزنتني كثيرا بيانات المقاومة التي أصدرتها اليوم حول تدنيس الإرهابيين المتطرفَين بن غفير وغولدكنوبف لباحات المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعات من قطعان المستوطنين الحثالة الوضيعين.
ففصائل المقاومة، رأت في هذه التدنيس استفزازا لمشاعر المسلمين في كل مكان، عبر تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وما إن انتهيت من قراءة المقال حتى بحثت في كل مكان عن هؤلاء المسلمين وأين يوجدون بالضبط، وبحثت في تلسكوب ويب، فوجدتهم نائمين في كهفهم الأثير وشخيرهم يكسر هدوء الكون بأكمله، بل وجدت أن بعضهم، من فقد قيمه وأخلاقه وكرامته وشرف الكلمة، يبرر جرائم الاحتلال وتدنيس المسجد الأقصى، وثمة أصوات نشاز تحاول تجريد المسجد الأقصى من قدسيته وهويته الإسلامية، مقدمين خدمة كبيرة للاحتلال الذي يستغل هذه الدعاية التي يروج لها بعض الأصوات العربية اللسان، الصهيونية القلب وربما المذهب.
لقد كان السابع من أكتوبر/تشرين الأول من أجل المسجد الأقصى، ومن أجل الأسرى، ولم يكن من أجل الدنيا وعارضها لذلك يحاول الاحتلال تحدي الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية .
واقتحام باحات المسجد الأقصى اليوم والقيام بجولة استفزازية فيها بعد إفراغها من المصلين والمعتكفين هو فرض لأمر واقع، ولا أعتبره على الصعيد الشخصي استفزازا لملياري مسلم وعربي فهم أصلا غير مكترثين لما يجري في غزة منذ 10 أشهر من مجازر ومذابح تبث على الهواء مباشرة.
هذا الاستفزاز وهذه الجرائم لم تكن لتمر بهذه السهولة لو كانت هناك أمة عربية تواجه سلوك المتطرفين الصهاينة، ومجرمي الحرب الذين يمارسون المجازر وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعمليات القتل والإرهاب في الضفة، والانتهاكات الممنهجة في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات ومحاولات تهويد وتغيير للوقائع على الأرض.
ولم أجد في دعوة القوى الفلسطينية، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى التحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة ضد المسجد الأقصى أي قيمة تذكر؛ فجميع الهيئات والمؤسسات والحكومات الرسمية العربية والإسلامية لم تنجح في إدخال شاحنة غذاء أو وقد واحدة إلى قطاع غزة، فهل ستمنع بن غفير من تدنيس الأقصى!!!
الحل الوحيد هو المقاومة، واللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال هي لغة القوة، ولا يستمع سوى لأصوات الرصاص وتكبيرات المجاهدين التي ستتواصل بإذن الله حتى تحرير الأرض والمقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الموحدة.
لا يكون الرد على هذه الاستفزازات سوى بتحرك الشارع العربي والإسلامي على بكرة أبيهم، والرد القوي والحازم والمزلزل من الشعب الفلسطيني ومقاومته الماجدة.
الرهان على العرب والمسلمين عبث.. والأقصى تحميه البنادق فقط
علي سعادة