الوحدة الفلسطينية، أو إطالة أمد الألم

الوحدة الفلسطينية، أو إطالة أمد الألم
علاء الدين أبو زينة
أخبار البلد -  

يقف الشعب الفلسطيني الآن عند مفترق طرق حاسم. ثمة معركة شرسة تستهدفه بالإبادة والتهجير وقضيته الوطنية بالتصفية. ويمكن قول إنه يواجه حربا عالمية تشنها عليه أعتى القوى الاستعمارية، مسنودة بقدر غير مسبوق من التواطؤ المكشوف، أو التراخي وإدارة الوجه عن الجرائم التي تُرتكب في حقه كل دقيقة. ومع ذلك، ما يزال جزء مهم من الفلسطينيين غير منخرطين في الدفاع عن أنفسهم، ولا يكتفون بـ»اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون»، وإنما يسنون ألسنتهم على مواطنيهم المقاومين، ويعلنون استعدادهم للتعاون ولعب أدوار في الترتيبات التي تضعها أميركا والكيان والمتعاونون الذين لا يمكن أن يضمروا أي خير للفلسطينيين.

من الواضح أن هؤلاء الفلسطينيين الأخيرين لا يريدون أن يتحرروا ولا لغيرهم أن يتحرر، وأنهم استسلموا لفكرة حتمية استقرار الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في ديارهم. ولا يعترف هؤلاء، أمام كل تاريخ القضية الفلسطينية، بأنه ليس هناك فلسطيني واحد غير مستهدف وأنهم في مصلب التصويب. وليس من المفهوم كيف يمكن لإنسان، فلسطينيا كان أم عربيا أم من أي بقعة في العالم، أن يشاهد المجازر التي ترتكب ضد الأطفال والنساء والشيوخ والفتيان، ولا يوجعه قلبه ويفعل أي شيء يقدر عليه لوقف الجرائم. أما إذا كان فلسطينيا على وجه الخصوص، فإن عدم استخدام كل أدواته وما تحت يديه لنصرة أبناء شعبه هو خيانة صريحة لا يمكن أن يغسل عارها شيء.

سوف يقول أي صاحب رأي أن طريق التحرر الوطني في أي مكان يتطلب التزاما متجددا بالوحدة الوطنية، واستراتيجية شاملة للمقاومة. لا يجوز أن يخوض شعب صراعا تحرريا بينما يستهدف نفسه وينشغل في صراعات داخلية تبدد طاقاته وتشمت أعداءه به وتحت روحه النضالية. وفي حالة الاشتباك من المستوى الذي يخوضه الفلسطينيون الآن، لا يمكن أن يبرر أي شيء توجه انتقادات أو لوم أو إدانة للذين تحت القصف. لا يمكن أن ترى أخاك بين أيدي عصبة من الناس الذين تعرف أنهم أعداءك أنت، ينهالون عليه بالضرب بقصد القتل، وتقف من بعيد لتلومه على احتكاكه بهم ومحاولة إيذائهم. لن تقول إنه لم يستشرك عندما ضربهم، وأنه لا قبل لنا بهم، أو أنك رضيت من الغنيمة بالإياب عندما يكون شرط «الإياب» هو تجريدك من ملابسك وكرامتك وأي أمل لك في أي مستقبل. إن الأخ الذي يمارس مثل هذا ليس أخا، ومناداته من هناك عليك باللوم بينما يقتلونك، أو اعتقاده بأنه يحمي بقاءه بتركك وحدك، إنما يشارك في قتلك أولا، ويدق مسمارا في نعشه هو لأنه الهدف التالي الحتمي وبلا ظهير.
وحتى على المستوى العربي، ثمة عشرات الأسباب التي تبرر منطق كون المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الأخير أمام إحكام قبضة الكيان الصهيوني، ومن ورائه المهيمنين التاريخيين، على الإقليم وإرادته ومصيره. لكن المعنيين الآن مباشرة بالحرب الوجودية لهم، والإستراتيجية لمستقبل إقليم العرب، معنيون بالوحدة الوطنية كمسألة وجود. فقد أعاق تشرذم الفصائل السياسية الفلسطينية وعدم وجود إستراتيجية متماسكة فعالية الجهود التحررية للجميع. فلا الذي يتحدث عن «السلام» كان له وزن من دون قوة تسنده على طاولات التفاوض، ولا الذي يريد أن يقاوم ويطالب بكل الوطن يجد عشيرته كلها في ظهره، بالسواعد والبنادق والخطاب. والنتيجة خسارات كان يمكن تخفيها على الأقل.
لقد ‏أدى الانقسام الموجع جدا والضار جدا بالشعب الفلسطيني بين السلطة الفلسطينية في الضفة وحماس في غزة إلى إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل كبير. ولم يعق هذا الانقسام تحقيق منجزات يعتد بها على الصعيد السياسي فحسب، وإنما أدى أيضا إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني، وقوض القوة الجماعية اللازمة لمواجهة التحديات التي يفرضها استعمار استيطاني إحلالي وحشي. وسوف يصل الانقسام حتى إلى العائلات التي قد ينتمي فيها الأشقاء إلى فصائل مختلفة أيديولوجيا ويصبحون شبه أعداء. ‏
الوحدة لازمة لأن ثمة قوة في الأرقام. وسوف تزيد الجبهة الموحدة القوة السياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، بحيث يصعب تجاهل مطالبه على الساحة الدولية، والتذرع بمناصرة الفلسطينيين بدعم الجزء المناسب منه لتصورات الخارجيين ومصالحهم، وتأليب الشقيق على الشقيق. كما تسمح نية الوحدة بقلب سليم بتطوير استراتيجية متماسكة وشاملة يمكنها التكيف مع الظروف المتغيرة ومواجهة السياسات المعادية بفعالية. وبالتأكيد، سوف يستطيع المجتمع الفلسطيني الموحد أن يكون أكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط الخارجية والتحديات الداخلية، وإحباط مسعى «فرق تسد» الذي يقصد إضعاف المجموع.‏
إذا كان ثمة اختلاف حول نجاعة الأدوات، فإن نضالًا مثل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني يتسع لتفعيل أي وكل الأدوات، و‏يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يوظف كل أدوات المقاومة، بحيث يعمل كل في ما يبرع فيه. فثمة دور لجماعة الدبلوماسية، الذين ينبغي أن يتولوا الانخراط مع الهيئات الدولية، والاستفادة من القانون الدولي، وبناء التحالفات مع الدول الداعمة والمنظمات المناصرة لجهة كسب الدعم العالمي وممارسة الضغط على العدو.‏ وهناك دور للمؤمنين بالمقاومة المدنية، الذين يمكن أن ينظموا كيفما يشاءون احتجاجاتهم غير العنيفة، والمقاطعة والعصيان المدني، للفت الانتباه الدولي إلى الظلم الذي يواجهه الفلسطينيون وبناء التضامن مع حركات المجتمع المدني العالمية.‏
ويمكن لهذا النشاط أن يوازي، لا أن يتعارض بالضرورة مع ‏المقاومة المسلحة‏‏: وعلى الرغم من الجدل –الذي لا ينبغي أن يكون موجودا أمام عدو لا يؤمن بغير لغة السلاح- فإن الحق في الكفاح المسلح معترف به بموجب القانون الدولي للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ناهيك عن الاستعمار الاستيطاني. ويجب معايرة هذا الشكل من أشكال المقاومة مع بقية الأشكال، وهو ما يمكن ضبطه من دون هيئة وطنية تدير العملية النضالية برمتها وتنسقها لضمان أفضل نتيجة ممكنة من تكامل النشاط التحرري. وفي حالة التركيبة الجغرافية الفلسطينية الحالية، كان ينبغي أن تكفل الوحدة الوطنية، لو تحققت، نوعا من الترتيب الاقتصادي الساعي إلى نوع من الاكتفاء للفلسطينيين، بدلا من اعتماد الجزأين على العدو الاستعماري في تجميع الضرائب التي يصادرها وقتما يشاء، أو على تمويل قوى يُعرف عداؤها المطلق لمصلحة الفلسطينيين -أو حتى فرض ضرب حصار على الشقيق الفلسطيني أو التحريض على تجويعه (تجويع الفلسطينيين العاديين كلهم في العادة وليس القيادات) كسلاح من أجل «سلطة» موهومة على خراب أكيد.
شريط الأخبار فعاليات احتفالية في عدد من المواقع السياحية خلال العيد ضبط 916 متسولا ومتسولة في أيار مدير الأمن العام يقلّد كبار الضباط رتبهم الجديدة الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للأسمدة تزور شركة البوتاس العربية الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للأسمدة تزور شركة البوتاس العربية بدء تفويج الحجاج الأردنيين وحجاج عرب الـ48 إلى عرفات عروض بـ طائرات "الدرون" تجوب المملكة يوم الخميس - تفاصيل عبد الخالق يقدم تحليلاً لواقع السوق العقاري الاردني "التحديات والفرص" - تفاصيل وزارة التنمية الإجتماعية تصدر تقرير إنجازاتها عن شهر أيار الماضي توقيف مشاركين بمسيرات وسط البلد بسبب "هتافات مسيئة" "لن نسمح لأحد أن يسرق الحُلم"... مدرب النشامى يشعل الحماس شركة الأردن الدولية للتأمين "نيوتن" تعقد اجتماعها العمومي وتصادق على التقريرين المالي والإداري الخطة المرورية لدائرة السير "بلّوها واشربوا ميتها" لانها (كوبي بيست) فؤاد عمر المعايطة .. إرادة ملكية من مقدم إلى عقيد ألف مبارك 10 سنوات إضافية وغرامة 121 مليوناً بتهمة "غسيل أموال".. وتبرئة اثنين وإسقاط التهم عن متوفٍ ترمب يضغط لخفض الفائدة "الآن".. فهل يستجيب الفيدرالي الأمريكي؟ مؤسسة الضمان تُطلق سياسة حظر التدخين في كافة مبانيها وفروعها الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الأربعاء الملك يستقبل وفد منظمة (الفاو) ويتسلم ميدالية أجريكولا وزير العمل: الحكومة حريصة على مساعدة الأشقاء اللبنانيين بأي خدمات