تطبيع الكيان الصهيوني مستحيل..! (2-2)

تطبيع الكيان الصهيوني مستحيل..! (22)
علاء الدين أبو زينة
أخبار البلد -  
طوال أكثر من عام الآن، تعرض الشاشات على مدار اليوم صور القتل العشوائي والتدمير الوحشي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني المتأسس على عقيدة دموية إبادية لم يعد يتكلف عناء إخفائها. ومع أن العرب هم الضحية المباشرة لهذه الدموية، فإن الضمير العالمي يستيقظ على حقيقة الطبيعة غير الإنسانية لهذا الكيان، ويستنطق حتى أحقية تطبيعه في العالم. وكان آخر مظاهر مروق الكيان هو استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، في تحد إضافي للأعراف والقوانين الدولية، واستهتار بأرواح الجنود المواطنين في مختلف دول العالم.

يعرف كل صاحب ضمير حي، وحتى كل براغماتي نزيه في العالم أن تطبيع الكيان غير الأخلاقي هو خيانة للأخلاق الكونية. وبدلا من التعلق بوهم السلام بتطبيع الوحشية، ينبغي الإعلان عن رفض هذا الكيان وعزله ومساعدة تفكيكه. وبالنسبة للمنطقة العربية، يجب التماهي مع الإدراك الواقعي لحقيقة أن أي استقرار حقيقي في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه طالما استمر وجود الكيان الصهيوني، في شكله الحالي على الأقل.
 

وليست هذه الدعوة إلى تفكيك الكيان الاستعماري-الاستيطاني الصهيوني مدفوعة بالعنصرية أو «معاداة السامية»، كما قد يحتج البعض. ثمة مفكرين ونشطاء يهودا بارزين يتبنون هذه الدعوة، انطلاقا من إدراك الطبيعة الاستعمارية والإبادية لهذا الكيان. ومن بين هؤلاء:
جوديث بتلر، الفيلسوفة والمنظرة النقدية المعروفة، التي كانت صريحة في انتقادها للصهيونية وسياسات الكيان، والتي جادلت بأن الصهيونية، كأيديولوجية دولة، تكرّس العنف والإقصاء. وفي كتابها «الافتراق: اليهودية ونقد الصهيونية»، تكتب:
«عندما نتحدث عن الصهيونية اليوم، فإن ذلك غالباً ما يكون للدفاع عن نظام استعماري استيطاني ونظام فصل عنصري. هذا النظام ليس غير قابل للدفاع أخلاقيا فحسب؛ إنه يتعارض أيضا مع الأسس الأخلاقية للفكر السياسي اليهودي.»
كما دعا إيلان بابيه، المؤرخ اليهودي ومؤلف كتاب «التطهير العرقي في فلسطين» إلى تفكيك «النظام الإسرائيلي» الذي يراه مبنيا أساسا على التطهير العرقي والفصل العنصري. ويدعو بابيه إلى دولة ديمقراطية واحدة يعيش فيها اليهود والفلسطينيون كأنداد. ويقول:
«الصهيونية أيديولوجية تبرر التطهير العرقي للفلسطينيين، ويجب تفكيكها لتحقيق السلام والعدالة. النظام الإسرائيلي الحالي، المبني على الفصل العنصري والإبادة الجماعية، غير قابل للاستمرار ومنهار أخلاقياً.»
وكثيرا ما انتقد نعوم تشومسكي، عالم اللغة والفيلسوف والناشط السياسي الأميركي البارز، سياسات الكيان تجاه الفلسطينيين ودعم الولايات المتحدة لهذه السياسات. وقد أدان تشومسكي صراحة أعمال الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، وقال:
«إن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين أسوأ بكثير من الفصل العنصري. لا يوجد مبرر لإبادة شعب كامل. ولا يمكن إصلاح الدولة الحالية من خلال تغييرات بسيطة في السياسات؛ يجب إعادة النظر في أسسها نفسها.»
وشدد تشومسكي على الحاجة إلى تغيير جذري في هيكل سياسة الكيان الاستعماري، وشكك في «حل الدولتين» الذي يجري على أساسه تطبيع الكيان في المنطقة، وقال:
«حل الدولتين مجرد خدعة.. يجب محاسبة إسرائيل على سياساتها العنصرية، وتفكيك نظام الاحتلال هو المفتاح لتحقيق السلام الدائم.»
كما انتقد نورمان فينكلستين، عالم السياسة ومؤلف كتاب «صناعة الهولوكوست»، استغلال الكيان لمعاناة اليهود وسياساته الوحشية تجاه الفلسطينيين. وقال:
«كان النظام الصهيوني منذ فترة طويلة مشروعا استعماريا إباديا. والدعوة إلى تفكيكه ليست ضد اليهود، بل هي ضد العنصرية وضد الاستعمار.»
ويجادل شلومو ساند، المؤرخ ومؤلف كتاب «اختراع الشعب اليهودي»، والمنتقد أيضا للمشروع الصهيوني. بأن هوية «إسرائيل» كدولة يهودية تستبعد بشكل جوهري غير اليهود وتكرّس العنف الاستعماري. وقال:
«بُنيت الصهيونية على إنكار وجود الفلسطينيين وتهجيرهم. وهي تستمر في العمل من خلال اضطهادهم المنهجي. إن تفكيك هذا النظام ضروري لأي مستقبل قائم على المساواة والعدالة.»
ومن غير اليهود، تبنت الكثير من الشخصيات العالمية المعروفة بنضالاتها الإنسانية نفس الدعوة. وقارن ديزموند توتو، الأسقف الجنوب أفريقي الراحل والحائز على جائزة نوبل للسلام، سياسات الكيان بنظام الفصل العنصري، ودعا إلى الضغط الدولي لإنهاء هذه السياسات:
«إذا انتهى الفصل العنصري، يمكن للاحتلال أن ينتهي أيضًا. لكن القوة الأخلاقية والضغط الدولي يجب أن يكونا بنفس القدر من الإصرار.»
ودعا إدوارد سعيد، المثقف الفلسطيني-الأميركي الراحل، إلى تحويل الكيان إلى دولة ثنائية القومية على الأقل، حيث يمكن لليهود والفلسطينيين العيش كأفراد متساوين. وكتب:
«الحل الوحيد.. هو دولة علمانية ثنائية القومية، حيث يمكن لليهود والعرب العيش معا في سلام بحقوق ومسؤوليات متساوية.»
ودعا روجر ووترز، الموسيقي البريطاني والمؤسس المشارك لفرقة «بينك فلويد»، منذ فترة طويلة إلى تفكيك سياسات الفصل العنصري للنظام الصهيوني:
«إن إسرائيل هي دولة فصل عنصري.. يجب تفكيكها كما تم تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.»
وأكد ريتشارد فولك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، مرارا على أن نظام الكيان يمثل استعمارا وفصلا عنصريا، وأنه يجب تفكيكه:
«الواقع الأساسي هو أن الاحتلال هو واقع استعماري، وإنهاؤه يتطلب تفكيك نظام الفصل العنصري الذي خلقته إسرائيل.»
وربطت أنجيلا ديفيس، الناشطة السياسية الأميركية والأستاذة الجامعية، بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والاحتلال الصهيوني، ودعت إلى إنهاء الممارسات الاستعمارية التي ينتهجها:
«الاحتلال الإسرائيلي هو شكل من أشكال الفصل العنصري.. يجب تفكيكه كما قمنا بتفكيك الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.»
وليس هؤلاء وحيدين في دعوتهم المدعومة بالموقف الأخلاقي النزيه إلى تفكيك الكيان الصهيوني. إنهم يعبرون، على الأقل، عن رؤية مئات الملايين من الشعوب العربية، ومواطني الجنوب العالمي، والآن عدد متزايد من مواطني الشمال العالمي نفسه. وهم يؤكدون على حقيقة واضحة مثل الشمس في رابعة النهار: من دون القضاء على المشروع الاستعماري الإبادي في فلسطين، ستظل معاهدات السلام فارغة، وستظل محاولات التطبيع تواجه مقاومة مستمرة. وفقط عندما لا تهيمن على المنطقة دولة فصل عنصري عدوانية قاتلة، يمكن للشرق الأوسط أن يبدأ في التعافي والمضي قدما نحو مستقبل من التعاون، والحرية، والازدهار والتفاهم بين شعوبه الأصلية.
شريط الأخبار سيرًا على الأقدام وبارتداء زي عسكري... عملية إطلاق نار جنوبي البحر الميت من قبل أشخاص تحقق إصابات مباشرة لجنديين من جيش الاحتلال وفيات الجمعة 18-10-2024 رحيل رئيس حماس الذي تعهد بتدمير إسرائيل المملكة على موعد مع أمطار غزيرة مرشحو الخلافة بعد السنوار... 3 أسماء هذه هي نسبة انخفاض مسافري مطار الملكة علياء خلال أيلول بيان مهم من القوات المسلحة حول دفتر خدمة العلم والسفر استشهاد السنوار... فحص الأسنان يثبت ذلك... وحماس تعلق اذاعة جيش الاحتلال تعلن رسمياً استشهاد يحيى السنوار جيش الاحتلال يحقق في مزاعم نجاحه باغتيال يحيى السنوار - صورة وقف إجراءات بيع أرض لشركة المتكاملة للنقل المتعدد رئيس قطاع الخدمات المساندة في البنك الاسلامي الأردني يبلغ الستين وإنتهاء خدماته المرصد العمالي: نرفض زيادة أجور الأطباء والحكومة الجديدة تسير على خطى سابقاتها وتتجاهل الأعباء الاقتصادية للمواطنين 141 مليون دينار قيمة فاتورة التقاعد لشهر آب الماضي استقالة نضال البطاينة من الأمانة العامة لحزب إرادة - تفاصيل نائب وزير الخارجية الروسي: نحذر "إسرائيل" من مجرد التفكير في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية رفضها "الخصاونة" ومررها "حسان" لائحة أجور الأطباء.. "القشة التي قصمت ظهر البعير" 80 محامياً يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل الاحتلال يرتكب مجزرة في جباليا بعد قصف مدرسة تؤوي آلاف النازحين وفاة شاب أردني بعد خطبته بثمانية أيام