محرر الشؤون المحلية - برزت مؤخرًا مظاهر استعراضية في بعض المبادرات الإنسانية التي أُطلقت بهدف دعم غزة، جراحها، أطفالها ومنكوبيها. ورغم أن هذه المبادرات تمثل في جوهرها أعمالًا نبيلة وقدوة للآخرين في التضامن والدعم، إلا أن بعض الجهات – ولا سيما من بعض المؤسسات الطبية – حولت هذه الرسالة من بوصلة إنسانية إلى فرصة لتحقيق "شو" إعلامي وتسويق مجاني، في مشهد بات واضحًا ومكررًا.
لا شك أن أي مبادرة تخدم غزة هي جهد عظيم وواجب إنساني وأخلاقي وديني، وهي رسالة تضامن مع جرح لا يزال مفتوحًا ينزف ألمًا ومعاناة، لكن من المؤسف أن يتحول هذا الواجب في بعض الحالات إلى مناسبة لالتقاط الصور وتصدير اللقطات على حساب الكارثة.
نأمل من القائمين على هذه المبادرات، وهم قلة قليلة لحسن الحظ، أن يراجعوا نواياهم، ويوجهوا جهدهم خالصًا لوجه الله تعالى، ولأهل غزة الذين يستحقون الدعم الصادق لا الاستعراض.
غزة لا تنتظر منّا معروفًا، بل هو فرض وواجب وتأخرنا فيه تقصير، والتضامن معها لا يحتاج كاميرات ولا تسويق، بل يحتاج إخلاصًا وصدقًا وعملًا في الخفاء، فالأجر عند الله وحده، لا في عدد المشاهدات أو تداول الصور.