مشروع الميناء الذي تبلغ تكلفته أكثر من 35 مليون دولار ومدة إنجازه أكثر من شهرين لإتمامه ليكون قادرا على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ليس هدفه إنسانيا بحتا كما يقال، بل هو جزء من خطة خبيثة لدعم الكيان الصهيوني في حربه ضد أهلنا في غزة، وسعيه الدؤوب في قطع كافة السبل الممكنة التي بإمكانها أن تضعف حركة المقاومة «حماس» في قدرتها على المواصلة في صد العدوان الغاشم على قطاع غزة.
فكرة الميناء والتي هي حق أريد بها باطل ستجعل الولايات المتحدة الامريكية تغسل يديها الملطخة بدماء أهل غزة أمام العالم أولا، كون الأسلحة التي يستخدمها الكيان في قصف وتدمير وقتل الآلاف من الأطفال والنساء وتهجير ملايين من المدنيين الأبرياء من داخل القطاع المنكوب.
أما ثانيا فستجعل الكيان الصهيوني أكثر قدرة على معرفة كل كبيرة وصغيرة يمكنها أن تدخل إلى القطاع وتصحح أخطاء الماضي التي وقعت بها نتيجة فتح المعابر الحدودية البرية.
ولو عدنا في الذاكرة إلى الوراء قليلا لعلمنا أن هذا الميناء كانت فكرته مطروحة أصلا في السابق، إلا أن للكيان الصهيوني رفضا لفكرة إنشائه وكان مصرا على عدم إيصال المساعدات عن طريقه لأهل غزة، فلماذا قبل الكيان اليوم ولم يرفض كما فعل في الأمس ؟
هذه المباركة من قبل الكيان الصهيوني لإنشاء ميناء غزة العائم سيجعل الحرب مستمرة حتى الوصول إلى تفكيك المقاومة حماس وإلغاء المعابر الحدودية وبقائها مغلقة وخارج الخدمة لزيادة الحصار على أبناء غزة ودفعهم إلى الهجرة والنزوح خارج القطاع لإحكام السيطرة عليه.
فما نراه اليوم من خطط للفتك بالقطاع والقضاء على المقاومة حماس بحجة الدفاع عن النفس وتبرير ذلك أمام الرأي العام العالمي، يكشف لنا مدى هشاشة هذا الكيان وضعفه خاصة أنه فشل في حل اللغز الذي حير العالم أجمع وهو فك شيفرة كابوس أنفاق المقاومة.