ليس مطلوبا من الشباب المشاركة في الاحزاب السياسية والعمل السياسي فقط.
لأن هذا باعتقادنا غير كاف لانه علينا قبل ذلك ان نهيئ لهم ارضية مناسبة وبيئة تحفيزية تشجعهم على الانخراط بالحياة العامة وتمكنهم من التفاعل والاشتباك.
ولأن الشباب في بلدنا يشكلون النسبة الاكبر من السكان علينا جميعا الاهتمام بهم والنظر إليهم بجدية وخلق الظروف التي تمكنهم من الانخراط بالمجتمع ومؤسسات الدولة.
ومن الامور التي علينا توفيرها لهم إيجاد فرص عمل في القطاعين العام والخاص بمشاركة حكومية فاعلة من خلال إيجاد وسائل فاعلة لتحقيق هذا الهدف.
والمقصود في العمل هنا ليس للخريجين والعاطلين على العمل فقط، فالطلاب الذين على مقاعد الدراسة الجامعية بحاجة إلى فرص تدريبية وساعات عمل لا تتعارض مع دراستهم ليخرحوا إلى الدولة مدربين ولديهم ادراك بكل الظروف والتحديات المحيطة.
وهذه المهمة على القطاع الخاص المشاركة بها وتوفيرها.
و على الرغم من أن بعضها تقوم بهذا الدور ولديها برامج تشغيل للشباب الا اننا نعتقد بانها غير كافية.
فلا بد من الإسهاب والاستمرار في هذه البرامج وتوفير فرص تدريبية وأعمال تطوعية لادماج الشباب في المجتمع ومؤسسات الدولة بشكل عام، للتعرف على قيم العمل، وخلق معرفة لديهم تسهم في تطوير مهاراتهم وتعزز الإبداع والابتكار تنزع حالة الخوف والاحتقان من دواخلهم.
واذا ما نجحنا بهذه المهمة فاننا سنعزز قيم الولاء والانتماء ونخلق لديهم شعورا بأهميتهم ودورهم في وطنهم ومجتمعهم.
الأمر الذي يدفعهم نحو المشاركة السياسية وجميع المحاور الأخرى عن رضى ورغبة داخلية.
كما نحميهم من الغرق في سلوكيات لا تتناسب مع قيمنا ومجتمعنا ونجنبهم من السقوط في قضايا مرفوضة مجتمعيا او الانجرار إلى أعمال تدمر مستقبلهم وحياتهم تصنع منهم قنابل موقوتة تؤذي مجتمعنا وبلدنا بدل ان يكونوا عناصر بناء وتطور واستقرار.