صدمة صانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكي بعد تحقيق الصين تقدم تقني وصف بانه مبكر؛ وجه لكمة قوية الجهود الأمريكية لاحتواء صعود بكين في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
الاستراتيجية الامريكية فقدت قيمتها ودواها وارتفعت كلفتها في الان ذاته؛ فتقليص مبيعات اميركا من الشرائح الذكية للصين والحد من الاستثمارات الصينية في القطاعات التي اعتبرتها وزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، ذات صلة بالامن القومي الامريكي انتهت بهذا المعنى الى خسارة و فشل وهزيمة صافية ؛ و بدون مردود يذكر.
فالاعلان الصيني عن حظر هاتف ايفون التابع لشركة ابل والكشف عن معالج فائق السرعة تم تصنيعه بالكامل في الصين جاء بعد ايام من مفاوضات قادتها وزيرة التجارة الامريكية في الصين بحجة توجية رسائل طمانة لبكين بعدم توافر النية لقطع الصلة التجارية معها امريكيا واوروبيا .
لا يتوقع ان تقتصر المفاجأت الصينية على معارك الهواتف الذكية والمعالجات اذ يتوقع ان تشهد الصين تطورا مهما في ترسانتها النووية وقدراتها الدفاعية وهي مفاجات تمثل انعكاس لمستوى التطور التكنولوجي والتقني والصناعي الصيني.
المتغيرات المتسارعة ذات الطبيعة المتفجرة تركت اثارها المباشرة على قمة دول رابطة اسيان باعلان صريح من دولها انها لن تسمح بتحول الرابطة الى ساحة للتجاذب والتصارع الدولي؛ ما يعني ان الرابطة ودولها تبحث عن مساحة للحياد تتيح لها الاستفادة من الفاعليين الاقتصاديين والتجاريين في العالم المتعدد؛ وعلى راسهم الصين؛ اذ بات واضحا ان عزل الصين خيار فاشل ومكلف لدول الرابطة الاسيوية التي يتجاوز ناتجها الاجمالي 3.4 ترليون دولارح وهي قناعة توصلت اليها الهند في وقت سابق من خلال تفعيل مشاركتها مع بكين في دول مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.
ماحدث في اجتماع رابطة دول الاسيان وما يبقها في قمة دول بريكسح وما تخللهما من اعلانات صينية عن تجاوزها للعقبات الامريكية يؤكد بان عزل الصين بات امرا مستحيلا وان النظام العالمي انتظم على سكك التعددية القطبية اقتصاديا وامنيا.