الحكومة الاسرائيلية برأسين إن لم تكن ثلاثة رؤوس بعد ان فقد نتنياهو قدرته على ادارة المواجهة وتحديد شروطها وحدودها الزمنية والمكانية؛ تطور سيقود الى اندلاع المزيد من المواجهات مع المقاومة خصوصا ان اجندة اليمين الفاشي مزدحمة بالمناسبات والمبررات لاندلاع مزيد من جولات القتال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
فقدان السيطرة لا يقتصر على نتنياهو بل سيمتد الى المؤسسة العسكرية ذاتها التي وجدت في العدوان الاخير ما يبرره من حيث الشكل بترميم الردع واعاقة الدعم اللوجستي والتكتيكي للمقاومة في الضفة الغربية؛ فالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية بعد ان كسرت حاجز التردد في التعامل مع اليمين الفاشي باتت رهينة له ولأجندته المزدحمة ما يعني فقدانها القدرة على المبادرة وانسياقها لنزوات القيادة السياسية ومزاوداتها التي وقعت في فخها.
على الجانب الآخر، فإن المقاومة الفلسطينية امام استحقاق جديد يمثل تحديا ويوفر فرصا في الآن ذاته؛ فالأجندة المزدحمة لليمين الفاشي وان كانت تمثل تحديا للمقاومة الا انها سترهق جيش الاحتلال وتحد من فاعليته ومهنيته وموثوقيته في الاداء الذي سيتحول الى عمليات عشوائية وغير مدروسة بالمطلق؛ ما سيفتح الباب لمزيد من الانقسام داخل المجتمع الاسرائيلي حول الكلف المرتفعة لأجندة اليمين في مقابل المنافع والآثار المحدودة على الامن في الكيان الإسرئيلي خصوصا انها ستقوض السيطرة العسكرية للاحتلال في الضفة الغربية وستفاقم من ازمته السياسية الاقليمية والدولية.