أخبار البلد - نسألك اللهم الرحمة لمن توفيتهم في الزلازل الأخيرة، والشفاء لكل المصابين وبالصبر والثبات لعائلاتهم وذويهم، ونرجو عونك والقوة لمن تركوا أهاليهم وبيوتهم يواصلون الليل بالنهار لإنقاذ الابتسامات و الأرواح تحت الأنقاض، استحضرني عنوان كتاب الراقصون على جراحنا المؤلف يمان السباعي فالله نسأل:الأمن والطمأنينة لكل من شهد هذه الأحداث، ونحمد الله من قبل ومن بعد أن أنعم علينا بنعم عديدة: نِعْمَة ثَباتِ الأرض؛ كما قال سبحانه: «اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً» (غافر: 64) فالله يبت?ينا ليذكرنا بنعمه العظيمة التي نغفل عنها، فخلق الأرض وبسطها وسواها ومهدها لاستقرار البشرية والتمكين من إعمارها وبناء البنيان والانتفاع بخيراتها فهي ساكنة، وقد تتعرض لزلازل أو براكين أو عواصف أو فيضانات بأمر من الله تعالى يفسرها علماء الجيولوجيا بعدة أسباب علمية وهذا ليس تخصصي ولكن نتفق جميعًا أنه لا يوجد تناقض بين تفسير العلماء لهذه الظواهر الكونية، وبين الحكمة التي أرادها الله من تلك الظواهر والآيات، باعتبارها إنذارا وتخويفا لعباده في قوله تعالى: «وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا» (الإسراء: 59? فهذه الأحداث رسائل من الله للتوبة والرجوع إليه والإقلاع عن الذنوب والخطايا والحذر من الغفلة، أما ما يتم تدواله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن ما حدث هو غضب من الله وأنه حدث بسبب الذنوب والمعاصي العباد، هذا الكلام غير صائب دائما، لأن الظواهر الكونية لا ترتبط بالصلاح أو الفساد، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بسنن الله في الكون، إذ أنها تقع في كل البلدان سواء كانت مسلم أم لا، وكذلك الأمراض فجائحة كوفيد19 كانت بلاء على الجميع، الأمر ليس بالهين فالمظاهر المرعبة لا تغادر مخيلاتنا وقد نظم العالم الأديب مصطفى بن أحمد بن?محمد الدمياطي أبياتا قال:
إن تناسيت أوقات أنس تقضت.. لست أنسى ليالي الزلزال
أذكرتنا كيف المنام بمهد.. وأرتنا بالعين رقص الجبال
أشهدتنا تمايلات قصور.. باهتزاز كحالة الأطفال.
نصيحتي لأولئك الذين استغلوا هذه الحادثة المؤلمة لصالح حساباتهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في بث رسائل سلبية محبطة ومخيفة لنشر الخوف والذعر وترهيب الناس بدلاً من الإنشغال في مراجعة الذات والتوبة، اتقوا الله في منشوراتكم.. فكلماتكم..ورسائلكم، حجة عليكم وفي صحائف أعمالكم، فتخويفكم للأفراد لجمع الإعجابات والمشاهدات على حساب نفسية الآخرين امر غير مقبول؛ و لنتذكر أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وهذه أقدار تجري بمشيئة الله فبفضله نجونا منها إذ لا حارس كالأجل، وكن أنت صاحب الرسائل الإي?ابية والدعوات الطيبة والروح المعنوية العالية، شارك المصابين بالدعاء والدعم فمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لننشر ما فيه الخير والطمأنينة والمحبة، والله نسأل أن يديم الأمن والأمان ويجنبنا المحن و الفتن ما ظهر منها وما بطن.