استجابت حكومة المستعمرة ومجلسها الامني السياسي لطلب وزير الأمن القومي بن غفير، لشرعنة 9 بؤر استيطانية من أصل 77 بؤرة، مثلما استجابت لطلب وزير المالية سموترتش بعقد مجلس التخطيط لدى الإدارة المدنية المسؤولة عن إدارة الشؤون الإسرائيلية على الضفة الفلسطينية، من أجل الإقرار لبناء عشر آلاف وحدة سكنية جديدة ضمن المستوطنات المستعمرات القائمة على أرض الضفة الفلسطينية وفي حدودها.
بن غفير وسموترتش هما أداة التحول الأكثر تطرفاً لدى المستعمرة يقودهم نتنياهو الذي لا يقل عنهم تطرفاً وعداء لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.
إيلي كوهين مدير المخابرات السابق، وزير الخارجية من الليكود يُعلن أن البناء والاستيطان لن يتوقف في منطقة يهودا والسامرة، أي في الضفة الفلسطينية، ونتائج العقبة تقول عدم التفكير وعدم العمل خلال الستة أشهر المقبلة، لشرعنة بؤر استيطانية جديدة، ولا تقول بوقف الاستيطان، بل عدم تشريع مستوطنات جديدة، هذا هو الاستخلاص الذي يجب الانتباه له، وغير ذلك تضليل، وعدم إدراك وجهالة بالوقائع والنتائج.
الفلسطينيون بالضرورة يفهمون ذلك ويعوه، ولكنهم أسرى الانقسام والتشتت، والمزايدات اللفظية، لدى بعضهم البعض، وهم بالانقسام السائد بين فتح وحماس، بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967، وبين الحركة الإسلامية وقائمتها البرلمانية الموحدة من طرف والقوى السياسية اليسارية والقومية وقائمتها البرلمانية المشتركة في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، يقدمون هدايا مجانية للمستعمرة، بانقسامهم وتشتتهم وعدم التوصل إلى قواسم مشتركة فيما بينهم تجعلهم في خندق واحد متراص ضد عدوهم الذي يحتل أرضهم ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم.
القائد الفلسطيني محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للمجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48، وهي القيادة السياسية لفلسطينيي الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وعقب اجتماعهم أول أمس، قرروا مظاهرة قطرية أمس الثلاثاء في مدينة سخنين تعبيراً عن موقفهم ورداً على جرائم المستوطنين في قرى نابلس.
نداء محمد بركة يقول:
"لن نترك شعبنا البطل فريسة للاحتلال ومستوطنيه المجرمين، واجبنا جميعاً كل في موقعه العمل من أجل المشاركة الجماهيرية الواسعة.
نحن في اختبار قاسي نكون فيه أوفياء لانتمائنا وأولادنا وشعبنا الفلسطيني، ونكون فيه في مواجهة الظلم والحرق والقتل وتدنيس المقدسات.
نناشدكم جميعاً العمل لتكون صرختنا معاً مدوية".
هذا هو نداء محمد بركة، لشعبه، لعله ليس فقط الاستجابة نحو العمل على نجاح التظاهرة الشعبية في سخنين، بل لعل هذا النداء يجد الاستجابة الأكبر من لدن القوى السياسية، أنهم جميعاً مستهدفون، وأرجلهم في الفلقة، ورقابهم على السياط وعلى حبل المشنقة، فالانقلاب السياسي القانوني القضائي الذي أفرزته انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، أدت إلى هذه النتيجة التي سيدفع ثمنها ليس فقط القوى الفاعلة المستنيرة لدى المجتمع العبري الإسرائيلي الذي يتظاهر ضد حكومة نتنياهو الائتلافية المتطرفة، بل سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني في منطقتي وجوده عام 1948 وعام 1967.
نداء محمد بركة ضميري وطني عميق ومباشر، فهل تقع اليقظة الفلسطينية ضد الانقسام الخرب المؤذي؟؟.