ارتفعت الأسعار الدولية للأرز بنسبة 6.2% من شهر إلى آخر متأثرة بانحسار الكميات وارتفاع الطلب المحلي في بعض البلدان الآسيوية المصدرة وحركة أسعار الصرف. وشهدت كذلك الأسعار العالمية للذرة ارتفاعا، وإن كان ذلك بشكل هامشي (0.5 %)، متأثرة في الغالب بالطلب القوي على الصادرات المتأتية من البرازيل والمخاوف بشأن ظروف الجفاف في الأرجنتين، وهو ما يعوض الاتجاه التنازلي في أسعار الصادرات الأمريكية وسط تباطؤ المبيعات. ومن بين سائر الحبوب الخشنة الأخرى، ارتفعت الأسعار العالمية للذرة الرفيعة بشكل طفيف أيضا (0.9 %)، متأثرة بشكل رئيسي بقوة أسواق الذرة وانخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر مصدر عالمي، بينما عبر انخفاض أسعار الشعير (1%) عن التداعيات التي يشهدها السوق العالمي للقمح. وفي غضون ذلك، تراجعت الأسعار الدولية للقمح للشهر الثالث على التوالي في يناير/كانون الثاني بنسبة 2.5%، حيث زادت الإمدادات العالمية في ظل توفر إنتاج أكبر مما كان متوقعا في السابق في أستراليا والاتحاد الروسي.
تراجعت الأسعار العالمية لزيوت النخيل وفول الصويا ودوار الشمس وبذور اللفت بانخفاض الطلب العالمي على الواردات، إذ قامت جهات التوريد الرئيسية بتجديد مخزونها خلال الأشهر القليلة الماضية. وشهدت الأسعار العالمية لزيت الصويا أيضا انخفاضا معتدلا بسبب تباطؤ الطلب على الواردات الذي يعود إلى الأسعار غير التنافسية مقارنة بأسعار الزيوت النباتية الأخرى، فضلا عن تحسن الأحوال الجوية في الأرجنتين مؤخرا مما رفع توقعات الإنتاج. وفي حالة زيتي دوار الشمس وبذور اللفت، انخفضت الأسعار العالمية في ظل وفرة الإمدادات العالمية المخصصة للتصدير.
وصلت أيضا أسعار منتجات الألبان إلى أدنى مستوى لها في آخر 12 شهرا، ويعبر الإنخفاض عن تراجع الأسعار الدولية للزبدة وأنواع الحليب المجفف. وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت الأسعار العالمية للأجبان بشكل طفيف، مدفوعة بانتعاش الخدمات المتصلة بالأغذية والمبيعات بالتجزئة في أوروبا الغربية، بعد عطلة نهاية السنة، وحركة العملات.
أما في ما يخص اللحوم؛ فانخفض مؤشر الأسعار بنسبة طفيفة جدا مقارنة بشهر ديسيمبر/كانون الأول، بينما يواصل المؤشر انخفاضه للشهر السابع على التوالي ولكنه لا يزال أعلى بمقدار 1.3% عن مستواه المسجل قبل عام من الآن. وعزز انخفاض الأسعار العالمية للدواجن ولحوم الأبقار انخفاض المؤشر في يناير/كانون الثاني، إذ ظلت كميات الصادرات العالمية المتاحة من جهات التوريد الرئيسية تفوق الطلب على الواردات رغم تفشي إنفلونزا الطيور على نطاق واسع.
وأخيرا، إنخفضت أسعار السكر عالميا بنسبة 1.1% مقارنة بكانون الأول، وكان هذا أول انخفاض بعد الزيادات الحادة المسجلة خلال الشهرين الماضيين. وكان السبب الرئيسي وراء انخفاض الأسعار الدولية للسكر هو التقدم الجيد في مجال الحصاد في تايلند والظروف المناخية الملائمة التي ساهمت بشكل إيجابي في رفع محاصيل قصب السكر في مناطق الزراعة الرئيسية في البرازيل. وأدت المخاوف بشأن انخفاض غلات المحاصيل في الهند، وهو أمر قد يؤثر على الكميات المتاحة للتصدير، إلى احتواء المزيد من الانخفاضات الكبرى في أسعار السكر. كما ساهم ارتفاع أسعار الوقود في البرازيل الذي أدى إلى دعم الطلب على الإيثانول وتعزيز قيمة الريال البرازيلي مقابل دولار الولايات المتحدة، في الحد من الضغوطات على انخفاض الأسعار العالمية للسكر.
حفظ الله الأردن تحت ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة من كل مكروه.