أخبار البلد - لقد بلغ التطور التكنولوجي المعلوماتي في العصر الحالي مبلغاً كبيراً بحيث أصبح من الصعب على الإنسان مسايرته ومتابعته بشكل مستمر، ومن أبرز مخرجات هذا التطور الشبكة العنكبوتية تلك التي أثارت فضول الكثيرين وأصبحت متداولة ليلاً ونهاراً بفضل الأجهزة الذكية التي لا يتجاوز حجمها كف اليد.
ونظراً لما يتمتع به الإنترنت من الحرية المطلقة والعالمية، فهناك من اتخذه ساحةً لارتكاب أبشع الجرائم للوصول إلى مآربه الفاسدة ومكاسبه المادية المغرضة؛ ومن أهمها جريمة استغلال الأطفال جنسياً، تلك الجريمة الصامته التي تنتهك فيها أسمى معاني البراءة والإنسانية من خلال استخدام أساليب الخداع التي تمارس عليهم بإعتبارهم الشريحة الأضعف مجتمعياً، حيث يتم استدراج الطفل عبر الإنترنت المتنوعة مثل برامج المحادثات، والبريد الإلكتروني، وشبكات التواصل الإجتماعي والألعاب الإلكترونية.
ويشير الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت إلى استخدام الإنترنت أو تقنيات الاتصال كوسيلة لتسهيل الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين. يمكن أن يحدث هذا مباشرة عبر الإنترنت أو من خلال مجموعة من التفاعلات غير المتصلة بالإنترنت.
ومن ناحية إيعاز أسباب ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة يعود إلى مجموعة من الأسباب والعوامل المتمثلة بالعوامل الإجتماعية التي من الممكن أن تكون نابعة من داخل الإنسان وهي الذاتية متمثلة في قيمة الوازع الديني في نفس الإنسان والأخرى من المحيط المجتمعي للإنسان وهي العوامل التربوية التي تتركز في المؤسسات التربوية ذات التأثير على تربية الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر وأهمها دور الأسرة السلبي في نمو الجريمة من خلال العثرات الأسرية/ مما ينتج عنها انغماس الطفل في مشكلات نفسية واجتماعية، وتغيير في سلوكياته وطريقة تفكيره، ?مثلاً التفكك الأسري وغياب أحد الوالدين يساهم في تغيب الحضانة الطبيعية للأطفال والحماية من أي مكروه يقع لهم/ فيلجأ الطفل إلى تعويض النقص إلى خارج الأسرة لتمتد إليه أيدي العابثين إلى أطفالنا وانتزاع البراءة وأجمل لحظات حياتهم بأفكار شيطانية تلوث طهارتهم ونقاء سريرتهم.
فيجب علينا أن يكون لدينا تعاون كامل متكامل من كافة مؤسسات المجتمع من أجل الوقوف على الاسباب التي تسول للعابثين انتهاك براءة الطفولة فنحن بحاجة للحفاظ على اطفالنا من أي غدر ومن أي عدو يحاول اختراق طفولة أبناء هذا الوطن وانتزاع اجمل ما لديهم وذلك من خلال الرقابة والتوجية والنصحة والإرشاد في الاستخدام الآمن للانترنت وأن يكون هناك رقابة في استخدام مواقع التواصل الإجتماعي حتى لانسمح لأي دخيل أن يغزو فكرهم وعقولهم. وفي النهاية ندعوا الله عز وجل أن يحفظ أطفالنا من أي مكروه.