أخبار البلد
تقول...
اكتشفت مؤخرا أنني كنت طيلة السنوات الماضية من عمري أحيا ولا أعيش.. ولم أدرك الفرق بينهم.. لأننا نتعايش مع ايامنا وسنوات اعمارنا تبعا للمتاح... بين أيدينا..
نحلم كثيرا وفي كل مرة لا يتحقق حلم لا نحاول أن نستعيده نتازل عنه ونمضي لأن الحياة هكذا...
نحيا احيانا مع آخرين ندرك أن سعادتنا ليست معهم ولن تكون ولكننا نستسلم لواقع ولعلاقات لا تمنحنا الرغبة بالحياة لأنهم لا يشبهوننا ولا نحاول أن نغادرهم لأن الحياة هكذا لا تمنحنا دوما ما نريد...
تمضي بنا السنوات عاما تلو الآخر ونحن نحيا ولا نعيش.. وما أكبر المسافة بينهم..
اكتشفت أن كل ما يمر بنا لا يعلمنا كيف نعيش الحياة.. وأن نحياها فقط لأن مشوار العمر واحد ولا يمكنه أن يتكرر ولا يمكننا أن نعيد عاماً واحد من أعمارنا ولا حتى لحظة واحدة مضت... ورغم ذلك نبتعد عن كل ما يجعلنا نستغرق بحياتنا لنشعر بها.. فنبقى نحياها دون أن نشعر حقا بأننا نعيش...
لم أكن أعلم أن هناك مساحة بسنوات العمر تمنحك فرصة لتعيش وتنتفس الحياة كما اريد انا... بعد ان اتحرر من كل ما يمكنه ان يجعل الحياة لي مجرد سنوات وتمضي.. قلوب ليست لي... علاقات لا تمنحني السلام الداخلي.. عطاء لبشر لا يمكنهم أن يروني إلا بعطائي فقط، فإن توقفت يوما عن ذلك.. رحلوا...
متعبة أنا كوني أحيا ولا أعيش.. وفي مرحلة ما نكتشف مدى حاجتنا لأن نعيش حقا.. كي نشعر بمعنى العمر.. والأيام.. والسنوات..
اكتشفت أن من يحب لا يبتعد.. وأن المشاعر التي نخبؤها بقلوبنا تفقد قدرتها على البقاء وستتختفي بأعماقنا قبل أن تصل لمن نحبهم.
اكتشفت أن السعادة لحظات كي نتعلم كيف نعيش علينا أن نمنح انفسنا القدرة على ان نفعل ما نحب.. وان لا نتجاهل مشاعرنا ونغتال احلامنا ونمتلك من القناعة المزيفة التي تجبرنا ان نتأقلم مع بشر لا يشبهوننا وقلوب نحن نعلم اننا لا نحبهم حقا... لأجل أن نحيا فقط...
لحظات ما من العمر نعيشها كما نحب ومع من نحب... تمنحنا الشعور بالحياة.. كما نريد نحن..
في كل أوراقي المتعبة... حروف لاسماء محيتها أنا كي احيا.
في كل ثنايا القلب مشاعر لم امنحها الفرصة لتسعدني كي احيا..
في الذاكرة لحظات لا استعيدها كي أحيا وهي التي تمنحني دفء العمر..
عندما أعيد قراءة المطر من جديد ولا أخشى من الإحساس به والتوقف عن رؤيته من وراء نافذتي.. ساعيش..
عندما أمر من أمام مقاعد لأناس لم يعودوا معي ولا أحن وأضعف سأعيش...
عندما أحب خيبات العمر وغياب وجوه أحببتها وأرى أوجاعي كسعادتي سأعيش..
عندما أغلق أبواب قلبي واحيا بمن يعيشون بذاكرتي أعيش..
عندما أرى ذاتي ساتوقف عن البقاء بالمقاعد الخلفية لقطار العمر وسامتلك من الجرأة لخوض تجربة الحياة بالمقعد الأول علي استنشق رائحة من أحب من جديد.. فأعيش.