عندما تقرر نقلي الى مكتب وكالة الانباء الاردنية في العاصمة اللبنانيــــة ( بيروت ) لقد جاء هذا النقل بعد دخول قوات الردع العربية الى لبنان في اعقاب الحرب الاهلية التي استمر اكثر من سنتين عامي (١٩٧٥– 1976 ) ووصلت الى بيروت بتاريخ 1/4/1977 وتسلمت مهام ادارة مكتب الوكالة الكائن في منطقة الصنايع القريبة من شارع الحمراء المشهور, الذي كان يحتوي على الكافيهات والمحال التجارية ويعج بالمواطنين وزوار لبنان من العرب والاجانب وتبقى محلاته والكافيهات مفتوحه حتى الفجر .
ان مناسبة كتابة هذه المقالة هي عندما بلغت بقرار وزير الاعلام المرحوم عدنان ابو عودة في حكومة دولة السيد مضر بدران بان الحكومتين الاردنية والسورية قررتا توحيد الاعلام في البلدين , وبدأ قرار التوحيد بدمج مكتبي وكالة الابناء الاردنية ووكالة الانباء السورية في بيروت كأول مرحلة وتجربة للوصول الى اندماج باقي المؤسسات الاعلامية في البلدين .
ولقد قمت بتنفيذ هذا القرار واغلقت مكتب وكالة الانباء الاردنية وذهبت للعمل في المكتب الموحد الذي كان مقره في وكالة الانباء السورية في بيروت حيث نص الاتفاق بدمج المكتبين للوكالتين وان يتسلم كل مسؤول في المكتبين رئاسة المكتب مدة سنة , وبدأت المسؤولية في البداية لمدير مكتب وكالة الانباء السورية ( سانا ) المرحوم الزميل (جورج لكح ) وان من مهام المكتب الموحد اصدار نشرة اخبارية موحدة تتضمن اخبار الاردن واخبار سورية كتب على غلافها نشرة الاخبار الاردنية السورية وكان يتم توزيعها الى وسائل الاعلام اللبنانية من صحف واذاعات وتلفزيونات رسمية وخاصة و الى السفارات العربية والاجنبية في لبنان .
كان توحيد مكتبي الوكالتين قد بدأ في بداية عام 1978 ومارس الزميل مدير مكتب الوكالة السورية ( سانا ) مهامه لمدة سنة حسب قرار الدمج وعندما جاءت فترة استلامي المكتب الموحد كانت المفاجأة بتوقيع اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلي في كامب ديفيد في امريكا وزيارة الرئيس المصري انور السادات الى الكنيست الاسرائيلي
وعلى الرغم من كل ما جرى فانني كنت اتمنى ان تستمر التجربة وان تصل العلاقات الاردنية السورية الى مزيد من اندماج العديد من مؤسسات البلدين للوصول الى مرحلة التكامل .