اكتشف عباقرة كُتاب النظام العربي، أن لدى المستعمرة: صراع، مشاكل، انهيار وأزمة سياسية غير مسبوقة، ودلالاتهم إجراء خمس انتخابات للبرلمان الإسرائيلي خلال أربع سنوات: دورة البرلمان 21 يوم 9/4/2019، دورة 22 يوم 17/9/2019، دورة 23 يوم 2/3/2020، دورة 24 يوم 23/3/2021، والدورة 25 الأخيرة يوم 1/11/2022، تعزز فيها و خلالها التيار السياسي المتطرف والاتجاه الديني المتشدد.
تلجأ المستعمرة إلى صناديق الاقتراع حينما تفشل قياداتهم في التوصل إلى تفاهمات واتفاقات، وحينما تفقد الحكومة ثقة الأغلبية النيابية، وحينما تفشل في تمرير الموازنة، يحتكمون إلى صناديق الاقتراع، مع ان كلفة كل دورة انتخابية حوالي مليار دولار، فلا يترددون ولا يبخلون، لأن مصدر مواصلة حكومتهم، وبقاء رئيسهم ووزرائهم على الكرسي، هو صناديق الاقتراع.
المستعمرة في حالة صراع دموي، تش حرباً دموية قاتلة على الشعب الفلسطيني، يومياً، وبشكل متقطع على سوريا، تختار و تنتقي و تستفرد بقيادات الشعب الفلسطيني من الفصائل، في شهر آب إستفردت بقيادات الجهاد الإسلامي وقتلت أهم قياداتها في غزة، وفي شهر تشرين أول استفردت بكتيبتي جنين ونابلس و كتلة عرين الأسود من المقاتلين الشجعان البواسل.
تخوض حربا حقيقية دموية يومية في مواجهة الشعب الفلسطيني، ولا تجد في ذلك عذراً أو حجة لإلغاء الانتخابات البرلمانية أو تأجيلها، لا تستطيع أي قيادة أو جهاز أو مسؤول الاقتراب من التفكير لإلغائه أو حجبه أو تأجيله او التلاعب في توقيته، فهو استحقاق للاسرائيليين.
في فلسطين الذي يخوض شعبها نضالاً متواصلاً لا يهمد، لا يكل ولا يتراجع، لا بالتضحيات، ولا بالحراك، ولا بالاحتجاج، يلجأ لكل وسائل النضال في مواجهة الاحتلال، رغم التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، ورغم التهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب.
الفرق بين قيادة المستعمرة، وقيادتي رام الله وغزة، أن المستعمرة تعتبر الانتخابات أحد مصادر قوتها، تجديد شرعية قياداتها، تحصيل ثقة الإسرائيليين بمن يقودهم، أما قيادتا فلسطين في رام الله وغزة، إنتهت ولايتيهما : 1-إنتهت ولاية الرئيس، 2-وإنتهت ولاية المجلس التشريعي، ومع ذلك كلاهما يواصل التمسك بالسلطة في رام الله وغزة بلا انتخابات، بلا شرعية شعبية أو إنتخابية أو برلمانية.
حجج وذرائع، وحقيقة الأمر والموقف والقرار ان كليهما يتمسك بكلمة واحدة، تعبر عن سياستيهما، وهي كلمة: الاستئثار، رام الله تستأثر بالسلطة وبمؤسسات منظمة التحرير وبالشرعية، وغزة تستأثر بما لديها من سلطة وسطوة، تحت غطاء المقاومة.
المستعمرة تخوض حرباً ضد الشعب الفلسطيني تقتل، تعتقل، تستعمر، تحتل وتتوسع، وسلطتي رام الله وغزة، تخوضان حرباً سياسية ضد بعضهما البعض، تستأثران بحقوق الفلسطينيين الديمقراطية في الضفة والقطاع، بلا أي وازع من المسؤولية.
في مداخلتي أمام جمعية الشؤون الدولية أول أمس الثلاثاء، قال لي الرئيس عبد السلام المجالي، أطال الله في عمره وأعطاه الصحة والعافية : «المشكلة عنا وفينا ونرمي تبعاتها على الآخرين».
الأزمة والمأزق يا سادة، يا كُتاب، عنا وفينا، لن نستطيع هزيمة المستعمرة ودحرها عن فلسطين إلا بالتقدم نحو الديمقراطية، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وأن تملك قياداتنا شرعيتها من ثقة شعوبنا.
هل تفهمون حتى ننتصر على المستعمرة؟؟؟.