عالَم يثير الشفقة.. الفزَع

عالَم يثير الشفقة.. الفزَع
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 

لم ينشغل العالم خلال العقد الماضي بأكثر من شيئين، شكلا أولويتيه الرئيستين: هما القتل والهواتف الخلوية!
حيث شنَّ "العالم” حرباً قاسية جرفت معها الكثير من المدن والأفكار والقيم التقليدية والناس؛ وأعاد رسم الخرائط الجغرافية والبشرية، وكذا خرائط التفكير والسلوكيات، ونسَف ثقافات عتيدة بأكملها لتنمو مكانها ثقافات جديدة وغير معتادة.
وفي الأثناء كانت منظومة الهواتف الذكية تتطور بتسارع لا يمكن السيطرة عليه أو مجاراته، حتى بدا الأمر كما لو أنه أداة القاتل في توثيق آخر أنفاس الضحية، أو أداة الضحية نفسها في الفرجة على حالها!
ولو قدِّر للمؤرخين تسجيل حجم التغيير المرعب الذي أصاب كل شيء في السنوات الأخيرة، لبدت الصورة "فانتازية” ونحن نرى ما تم اقتلاعه من أفكار ويقينيات وتواريخ شخصية وجمعية، وتهديم الكثير من المسلَّمات، ومناطحة العقل بالعقل.
الحرب المستمرة حتى الآن، لم تغفل شيئا، واكتسحت في طريقها كل المعمار القديم، فالهويات القومية صارت مثارا للقتل أو للسخرية، والدين صار وظيفة أو سلعة أو تهمة أو ذريعة لالتهام الآخر وسفك روحه، والعائلة تقلصت حتى صارت الشخص نفسه الذي ينطوي على حضنه الصغير الذي لا يتسع بدوره لأكثر من هاتف ذكي، والحديث عن القيم وأخلاق المجتمع صار نوعا من الهراء المنفر للناس أو من السخرية المرّة والترف الذي لا وقت له أو مكان.
ثمة عالم جديد يتشكل، مصنوع من الألياف الضوئية، لا مكان فيه للصراخ أو للبكاء أو للضحك أو الاستغاثات، عالم تم "تحصينه” بعناية من كل الزوايا كي لا تتسرَّب إليه يد حارة، أو أغنية قديمة.
عالم مفرغ من "الهراء” الذي درسناه عقودا طويلة عن "النشيد الوطني” و”الأوطان” و”القيم” و”التضحيات الجسام” و”الجندي المجهول”، عالم لا يحتمل الكثير من السذاجات و”الخدع” التي أفنينا أعمارنا نتشدَّقُ بها.
كأنَّ كلَّ شيء الآن محسوب بالمسطرة، وكل فكرة منقوعة في المختبر، ولا وقت لأحد كي "يصفن” أو يسرح مع خيالاته، فالحياة الجديدة مرسومة للناس وفق معادلات لا تعترف بالمشاعر القديمة، ولا تقيم وزنا للعناق!
العالم شن حرباً ضارية على التقاليد، على الزيّ الشعبي، على الطريق الترابي، على النافذة الخشبية، على الشِّعر، على الروح، على القهوة العربية، وصرنا أشقّاء مرغمين للماكينات، وضحايا لا تجد من يرثيها.
لا أحد يعرف الصواب الآن، لا أحد يتكهن بالنهايات، ولا أحد يعرف كيف اختلَّ العالم فجأة هكذا فانقلبنا عن ظَهره!
اختلط الأمر على القاتل، وكذا اختلط على القتيل، حتى لم يتبين وأحدهما إن كان هذا دمه أم جريمته، ولم نعد متأكدين تماما إن كان هذا العالم يتَّسع أكثر مما يجب أو يضيق أكثر مما نطيق.
هو عالم جديد ندخله تائهين؛ لم يعد ينفعنا التسلّح بـ”المعلَّقات” والشِّعر القديم وأمجاد الأجداد، ولا بقصص الفتوحات وبأخبار الفاتحين، ولم تعد قصصنا عن حوافر خيلنا التي دكَّت حدود الصين تنفع حتى للأطفال قبل النوم!
ندخل عالم الألياف الضوئية بشكل يثير الشفقة ويثير الفزع!



شريط الأخبار خبراء إسرائيليون: استمرار مركبات حماس في غزة دليل على الفشل العسكري الشركة المتحدة للاستثمارات المالية والبنك الأردني الكويتي يوقعان اتفاقية تقديم خدمات الحفظ الأمين شكوى بحق رئيس جامعة خاصة .. بين الذكاء الاصطناعي والخس!! الحرس الثوري الإيراني: اليوم أهم أيام التاريخ.. يوم ذل وهوان لإسرائيل قرارات مجلس الوزراء اليوم الأحد وزير العمل: كثُر شاكوك وقل شاكروك !!! وزير العمل: كثُر شاكوك وقل شاكروك والد المدير التنفيذي لشركة البريق لتطوير البرمجيات هبه الإبراهيم في ذمة الله رسمياً.. الهدنة في غزة تدخل حيز التنفيذ استقالة بن غفير وأعضاء حزبه من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على اتفاق غزة ارملة متقاعد في الفوسفات تستغيث بجلالة الملك " اعيدوا لي التأمين الصحي" القسام تكشف عن أسماء الأسيرات المفرج عنهن اليوم الهميسات يستجوب الحكومة عن تعيينات في المناطق الحرة التنموية إعلام عبري : تل أبيب استلمت قائمة الأسيرات ال3 المتوقع الإفراج عنهن اليوم الاحتلال يخترق وقف إطلاق النار بقصف على شمال قطاع غزة بعد دقائق من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أحمد الأحمد رئيسًا تنفيذيًا لشركة البلاد للخدمات الطبية .. ألف مبروك نجم ريال مدريد.. اعتزل الكرة وأصبح "صياداً" تلاحقه السلطات اسرائيل: لا وقف لإطلاق النار حتى تسلم حماس لائحة المفرج عنهم تعليق "تيك توك" في الولايات المتحدة وترامب يقول إنه قد يمنح المنصة مهلة 90 يوماً وقف اطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ اليوم الساعة الثامنة والنصف