تعرض الرئيس عباس للصفع مرتين في زيارة بايدن الأخيرة، الأولى كانت عدم اكتراث بايدن الواضح بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني عندما قال في خطابه:
أعلم أن هدف حل الدولتين يبدو بعيدًا... لذلك حتى لو لم تكن الأرض مهيأة في هذه اللحظة لاستئناف المفاوضات، فلن تتخلى الولايات المتحدة وإدارتي عن محاولة التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين
".
والصفعة الثانية كانت عندما سافر بايدن بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية بهدف إقناع السعوديين بالتخلي عن مبادرة السلام العربية، وخيانة الفلسطينيين، من خلال الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، دون شرط مسبق للسلام العادل مع الفلسطينيين
.
ويمكن للرئيس عباس ان يرد على الصفعتين ايضا بصفعتين اخريين احداها للولايات المتحدة والأخرى لإسرائيل، اما صفعة الولايات المتحدة فستكون من خلال ذهاب الرئيس عباس وبدون التشاور مع الادارة الاميركية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث لا تملك الولايات المتحدة حق النقض الفيتو، وتقديم طلب يدعو لعقد دورة خاصة حول فلسطين، والتي سيكون هناك اعتراض على إنشاء لجنة للأمم المتحدة (UNSCOP-2) التي ستصوغ خطة سلام مفصلة تماما، تستند إلى مبادرة السلام العربية وتكون قادرة على القيام بعملية استفتاء لكل من الشعب الفلسطيني ولمواطني إسرائيل.
اما الصفعة الموجهة لاسرائيل فهي ان يتوجه الرئيس عباس للجمعية العمومية في الامم المتحدة في تحد واضح لمعارضة إسرائيل، مدركًا أن إسرائيل ستقاطع (UNSCOP2)، وبالتالي سيقود إسرائيل إلى نفس الخطأ الذي ارتكبه الفلسطينيون في عام 1947 عندما قاطعوا بعثة الامم المتحدة UNSCOP الاولى في العام 1947، وبالتالي ستكون النتيجة مقترح لقرار دولي يعالج قضية اللاجئين والنكبة.
علاوة على ذلك، يكون عباس قد مهد الطريق لانقلاب عالمي على مستوى العلاقات العامة - عندما يبدأ حملة استفتاء لجميع الفلسطينيين حول اقتراحات بعثة الامم المتحدة UNSCOP-2، ويدعو جميع الفلسطينيين بما فيهم فلسطينيو القدس الشرقية ، وهم ليسوا مواطنين اسرائيليين ، الى المشاركة في الاستفتاء. كما وانه سوف يتحدى اسرائيل ان تجرؤ على استخدام القوة ضد الفلسطينيين لمنعهم من الموافقة على خطة سلام مقدمة للشعب الاسرائيلي تضع نهاية للصراع. وفي هذه الحالة اذا استخدمت اسرائيل العنف لمنع الشعب الفلسطيني من تقدم مقترح تاريخي للسلام فبالتأكيد ستفقد دعم الشعب الامريكي.
*جيروم سيغال، مؤلف كتاب " غصن الزيتون من فلسطين: اعلان الاستقلال الفلسطيني ومسار الخروج من المأزق الحالي "( مقدمة الكتاب لنعوم تشومسكي )