الشريط الإعلامي

صفعات بايدن للرئيس عباس

آخر تحديث: 2022-08-01، 09:26 am
البروفيسور جيروم سيغال
أخبار البلد-

تعرض الرئيس عباس للصفع مرتين في زيارة بايدن الأخيرة، الأولى كانت عدم اكتراث بايدن الواضح بالقضية الفلسطينية ‏وحقوق الشعب الفلسطيني عندما قال في خطابه:‏


أعلم أن هدف حل الدولتين يبدو بعيدًا... لذلك حتى لو لم تكن الأرض مهيأة في هذه اللحظة لاستئناف المفاوضات، فلن تتخلى ‏الولايات المتحدة وإدارتي عن محاولة التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين‎

".‎
والصفعة الثانية كانت عندما سافر بايدن بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية بهدف إقناع السعوديين بالتخلي عن مبادرة السلام ‏العربية، وخيانة الفلسطينيين، من خلال الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، دون شرط مسبق للسلام العادل ‏مع الفلسطينيين‎

.‎
‏ ويمكن للرئيس عباس ان يرد على الصفعتين ايضا بصفعتين اخريين احداها للولايات المتحدة والأخرى لإسرائيل، اما صفعة ‏الولايات المتحدة فستكون من خلال ذهاب الرئيس عباس وبدون التشاور مع الادارة الاميركية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة ‏حيث لا تملك الولايات المتحدة حق النقض الفيتو، وتقديم طلب يدعو لعقد دورة خاصة حول فلسطين، والتي سيكون هناك ‏اعتراض على إنشاء لجنة للأمم المتحدة‎ (UNSCOP-2) ‎التي ستصوغ خطة سلام مفصلة تماما، تستند إلى مبادرة السلام ‏العربية وتكون قادرة على القيام بعملية استفتاء لكل من الشعب الفلسطيني ولمواطني إسرائيل.‏


اما الصفعة الموجهة لاسرائيل فهي ان يتوجه الرئيس عباس للجمعية العمومية في الامم المتحدة في تحد واضح لمعارضة ‏إسرائيل، مدركًا أن إسرائيل ستقاطع (‏UNSCOP2‎‏)، وبالتالي سيقود إسرائيل إلى نفس الخطأ الذي ارتكبه الفلسطينيون في عام ‏‏1947 عندما قاطعوا‎ ‎بعثة الامم المتحدة‎ ‎‏ ‏UNSCOP‏ الاولى في العام 1947، وبالتالي‎ ‎‏ ستكون النتيجة مقترح لقرار دولي‎ ‎يعالج ‏قضية اللاجئين والنكبة.‏


‏ علاوة على ذلك، يكون عباس قد مهد الطريق لانقلاب عالمي على مستوى العلاقات العامة - عندما يبدأ حملة استفتاء لجميع ‏الفلسطينيين حول اقتراحات بعثة الامم المتحدة ‏‎ UNSCOP-2‎، ويدعو جميع الفلسطينيين بما فيهم فلسطينيو القدس الشرقية ، ‏وهم ليسوا مواطنين اسرائيليين ، الى المشاركة في الاستفتاء. كما وانه سوف يتحدى اسرائيل ان تجرؤ على استخدام القوة ضد ‏الفلسطينيين لمنعهم من الموافقة على خطة سلام مقدمة للشعب الاسرائيلي تضع نهاية للصراع. وفي هذه الحالة اذا استخدمت ‏اسرائيل العنف لمنع الشعب الفلسطيني من تقدم مقترح تاريخي للسلام فبالتأكيد ستفقد دعم الشعب الامريكي.‏

*جيروم سيغال، مؤلف كتاب " غصن الزيتون من فلسطين: اعلان الاستقلال الفلسطيني ومسار الخروج من المأزق الحالي "( ‏مقدمة الكتاب لنعوم تشومسكي )