*مرّت ذكرى النكبة هذا العام دونما إثارة أو إهتمام إعلامي أو شعبي على رقعةِ العالم العربي، فقليلة هي الصحف العربية التي تفاعلت مع المناسبة وبخاصة الصحف الرئيسية في كل بلد عربي، ويمكن اعتبار الصحف الفلسطينية والأردنية استئناءً لذلك، باعتبار الأردن وفلسطين أصبحا بحكم الواقع والتطورات السياسية العربية هما صاحبا القضية المباشران.
*لقد كانت ذكرى النكبة تهز المجتمعات العربية، وتحرّك المشاعر نحو إبقاء القضية حية في ضمائر أبناء الأمة وأجيالها؛ فكانت القضية الفلسطينية محور الإتفاق والوفاق العربي والذي نأمل أن يعود ذلك ذات مرحلة من مراحل مستقبل الأمة العربية.
*ومما يبعث إلى الإرتياح أن ذكرى النكبة على سبيل المثال، كانت محور إهتمام الجاليات العربية والاسلامية خارج الوطن العربي، فقد شهدنا وقرأنا عن تحركات حراكية، ونشاطات فكرية سياسية حول القضية الفلسطينية بمناسبة ذكرى النكبة في العديد من الدول حيث الجاليات والمراكز الاعلامية والثقافية، والمنتديات الفكرية والتي تتمتع بمساحة واسعة من حرية التعبير بمختلف الوسائل المشروعة.
*ولعل من أهم التحركات على الساحة الامريكية تحديداً، تقديم مشروع قرار إلى الكونغرس الأمريكي، بمبادرة من عدد من السيدات الأعضاء فيه، يدعو إلى:
« الإعتراف بالنكبة الفلسطينية باعتبارها جريمة كارثية لاتزال آثارها متواصلة لليوم على الفلسطينينين».
*ومن أهم ما جاء في ذلك المشروع:-
«الإعتراف بعمليات الطرد الجماعي من فلسطين التاريخية (1948) وخلق إزمة اللاجئين».
« وتشجيع التثقيف والفهم العام لحقائق النكبة لدى المجتمع الأمريكي».
كما يدعو القرار إلى :
« إعتراف الكونغرس بالنكبة، وإحياء هذه الذكرى بالإعتراف الرسمي بها، والتذكير بها كل عام، فأنكارها لم يعد مقبولاً على مختلف الصعد السياسية والثقافية والإعلامية».
*ومما يؤسف له أن الكونغرس الأمريكي يتجاهل النكبة ومخرجاتها، ففي عام (2018) تقدمت مجموعة من أعضاء الكونغرس بمشروع قانون يعتمد تحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين بأربعين الف بدلاً من خمسة ملايين يمثلون ضحايا النكبة من الأبناء والأحفاد، بهدف إسقاط حق العودة بتضاؤل تلك الأعداد، وبهدف تخفيض الدعم للأونروا.
*أن المأمول أن تتخذ المؤسسات العربية، السياسية والثقافية والإجتماعية والفكرية، سياسة إحياء ذكرى النكبة بما يتناسب مع عمقها وحقيقتها: مأساة إنسانية.