ضغط..إحتقان .. إنفجار..دمار
راتب يوسف عبابنة
كُتب الكثير عما جرى ويجري من هيجان وأسبابه ودوافعه التي باتت معرفتها من البديهيات في الوطن العربي والأدوات المؤدية لمعالجة هذا الهيجان. والأسباب تراكمت وتوالدت حتى دفعت بالناس ليقولوا قولهم ودفعت بالأنظمة لتصغي لهم بعضها مُكره للنفاذ بجلده والبعض الآخر المتعقل بنيّة صادقة بعد أن كان يعتقد أ ن دفة المركب بأياد أمينة ثم اكتشف أن اعتقاده هذا لم يكن صائبا. وللأهمية سنبقى نذكّر لعل التذكير ينفع حتى تزول أسباب الهيجان. لازلنا ننام ونصحو على وقع الأحداث التي تؤشر بوصلتها وربما لأول مرة في الأردن إلى اتجاه غامض غير مألوف يقودنا الى مجهول خطير كالسفينة التي فقدت اتجاهها ويلفها الضباب من كل صوب وتتقاذفها الأمواج يمنة ويسرة جعلتها تفقد السيطرة ومقود توجيهها يدور بدون قبطان لانشغاله بتفقد الركاب والإطمئنان على سلامتهم تاركا المقود لأفراد طاقمه مؤتمنا إياهم للمساعدة في التوجيه وهم في الحقيقة لم يصعدوا المركب للعناية بركابه بل ليرفهوا عن أنفسهم وفي هذه الأثناء ينشغل الطاقم بكيفية النجاة بأنفسهم غير عابئين بحياة الركاب لترتطم السفينة بسفينة أخرى أو بجبل أو كتلة جليدية فتتحطم وتكون فرص النجاة صعبة.
لم يعد سرا أن هناك ضغط كبير مورس على الناس بقصد أو بغير قصد والسبب أن دفة السفينة تركت للطاقم الذي لا هَمّ له إلا الإسترزاق والإستنفاع وفي الوقت ذاته تم منحهم الثقة وتحميلهم المسؤولية من قبل القبطان ليتولوا الأمور وهو منشغل بالتنسيق مع السفن الأخرى والموانئ المحيطة به لتأمين سلامة الإبحار وإرساء السفينة دون التعرض لأية مخاطر ليضمن سلامتها وسلامة ركابها.
وللوضوح نقول أن الضغط سبّب تفاعل العناصر والمكونات والتي هي الناس كي تتصادم مع بعضها نتيجة الحيّز الضيّق الذي يفصل بينهم إلى أن أدركوا أسباب التصادم الذي أخذ يسبب الآلام والأوجاع لهم فبدأ الإحتقان الذي هو خليط من الضغط والبحث عن سبيل للخلاص منه. وهذا يؤدي بالضرورة الى عدم الرضى والتململ مما يخلق اهتزازا في المكان يؤدي الى الإنفجار الذي لا يمكن منعه إلا بوقف الحركة وتخفيف الضغط أو إزالته.
وحتى نسمي الأشياء بمسمياتها نقول الناس شعرت بالضغط الذي لم يعد يحتمل فضاقت ذرعا بعدم نجاعة الحلول أو غيابها وفي نفس الوقت الضغوط تزداد فتولدت حالة الإحتقان وهي برأيي أخطر مراحل المعادلة بل هي كالماء الراكد الذي لا أحد يعلم ما تحته, وغياب الحل يجعل الناس تنفجر وتنفلت من كل القيود تعبيرا عن شعورهم بالظلم والحاجة لمحاولة الإنفكاك من الضغوط. وهنا تأتي الصحوة لتدق باب ولي الأمر نتيجة صدى الإنفجار المدوي الذي لفت انتباهه وجعله يتسائل لماذا وصلت الأمور لهذا الحد من السوء؟!
الجواب وكما ذكرت سابقا أن المسئولية أعطيت لأناس ليسوا بأهل لها ووُضعت بهم الثقة التي لم يحترموها وأقسموا ثم حنثوا بقسَمِهم وتركوا يديرون شؤون الوطن بطريقة التكسب والتنفع والنهب أوصلتنا إلى حد الذهول مستغلين الرقابة الرخوة أو غيابها التي تؤدي لغياب المحاسبة تماما ومحصنين أنفسهم بالثقة الغالية وبقربهم من مانح الثقة متلحّفين بعباءته لتضفي عليهم نوعا من المصداقية جعلت الآخرين من بقية الناس يقفون احتراما وإجلالا لهم مع الإستعداد لتنفيذ رغباتهم وتيسير أمورهم معتقدين بذلك أنهم يخدمون ولي الأمر الذي بحسن نيته ولّى أمورهم من باعوا الوطن معتقدا أنهم خيرة الخيرة.
فالشعوب تثور وتنفجر بعد ما تشعر بالظلم الذي يمارس على الوطن من قِبل قلة قليلة تعلو وتنتفخ على حساب العامة التي ترضى بالقليل, لكن بحالتنا الأردنية حتى القليل لم يعد يتوفر للناس بسبب جشع وانتهازية الشرذمة التي لا تخاف الله في الوطن بل تخاف فقط من أن تتزعزع ثقة ولي الأمر بهم ويفقدوا مصادر النهب, الثقة التي يتخذوا منها غطاءا يسترون به عوراتهم وما هي إلا النهب لأموال الوطن وتقطيعه قطعا يسهل عليهم بيعها قطعة فقطعة حتى يصبح الأردنيون عابروا سبيل على أرضهم ليقتلوا روح الإنتماء فينا ومن تقتل فيه روح الإنتماء ينقلب عبئا لا خير منه يأتي لوطنه. لكن انتماءنا متجذر للأردن كما تجَذرَت السماحة في الأديان. وهنا تُعرَض الصورة النمطية مقلوبة ومعاكسة للمنطق والطبيعة ويتشكل الإنطباع وتتولد القناعة عند ولي الأمر بأن البطانة تتفانى بالعطاء وما عداهم لا يقدر هذا التفاني. وبعد ذلك تتوحش البطانة وهذه القلة "الدخيلة" (القلة التي كفرت بالوطن وعملت على وضعه في بداية الهاوية) للسيطرة على مقدرات الوطن لتكبح جماح ذلك المواطن "الغير منتمي والغير مقدّر لتفاني القلة" بحجة أنه يعمل على تعكير صفو الوطن وإزعاج ولي الأمر وعرقلة المسيرة "المباركة". والشئ بالشئ يُذكر, عندما احتج المصريون على الراحل السادات قال عنهم "دول شوية حرامية" أو على الأرجح نقلت له الصورة على أنها كذلك.
وإيمانا بالواقع لنُقر ونعترف والإعتراف بالذنب فضيلة أن هناك أخطاء يجب العمل على إصلاحها وبنيانا طاله التصدع لابد من صيانته وترميمه حتى نضمن استمراره وبقاءه.
وما يفرحنا حقيقة كأردنيين, جدية الحكومة صاحبة الولاية العامة وبتوجيه ولي الأمر جلالة الملك عبدالله الثاني بمقاضاة الطواقم التي حُمّلت المسؤولية يوما ولم تعبأ الا بالضغط على الوطن والمواطن. ويوميا نسمع ونقرأ وبكل وسائل الإعلام الأردنية المختلفة ان رئيس وزراء سابق ووزير سابق ومدير سابق وغيرهم الكثير من السابقين قد تم استدعاءهم للشهادة وليس للتحقيق ولا نعلم إن كان سبب الإستدعاء شراء للوقت أم الأمر شهادة بالفعل. آملين ألا تكون كلمة "شهادة" لحفظ ماء وجوههم أو هي في الحقيقة تحقيقا مستترا. ومهما ظهر لنا من ضبابية أحيانا فلا نشك بصدق التوجه الذي يقوده دولة الخصاونة ومرجعيته جلالة الملك. يقول المثل العامي " الحق وصاحبه اثنين" مما يعني أن لا نخشى في قول الحق لومة لائم ولا نتستر على الفاسدين الذين أضروا بالوطن دون أن تهتز لهم شعرة. فالحق يَمنح صاحبه الجرأة في قوله فكيف بالله عليكم بالقائلين بوجوب التعامل معهم على أنهم رموز خدمت الوطن يجب مراعاة مكانتهم أمام ضحاياهم؟ عندما جعلوا الوطن والمواطن ضحية لأطماعهم الشخصية, هل كان للأردن وملايينه الستة حيزا ولو بسيطا من الرأفة لديهم؟ أم ذبحوه ليأكلوه؟ لو كانت الإجابة بالإيجاب, لماذا نحن بهذا الحال من الفقر والعوز الذي دفع بالناس الذين ولاءهم تقليدي وفطري وانتماءهم تحصيل حاصل للخروج للشارع والصراخ بأعلى أصواتهم للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفاسدين والتطرق لما كان يعتبر من المحرمات؟ وستبقى أصواتهم تعلو حتى يروا الفاسدين خلف القضبان "ينعموا" بالرفاه الذي سلبوه من حياة الأردنيين.
ولا يقولنّ قائل أننا متسرعون ونطلب المستحيل عندما نطالب بسرعة المحاسبة ولتعذرنا الحكومة كوْن صاحب الحاجة أرعن ونحن أصحاب حق وحاجة والحاجة هنا ليست بالحاجة العادية أو الفردية بل هي حاجة ومصير وطن وملايينه من السكان, وإن كنا "رُعناء" فذلك لفداحة الجريمة ونحن نرى بأم أعيننا مرتكبيها يسرحون ويمرحون والقضاء يحَْبو حَبْوا نحوهم. ورئيس الحكومة فلاح وابن قرية تمرّغ بترابها ويفهم جيدا المثل القائل "العصفور بتفلّى والصياد بتقلّى" يعني الرعونة إن جازت التسمية مبررة لحد ما والصبر المحدود الذي يظهر من البعض ماهو إلا انعكاس للإكتواء بنار تلك الزمرة التي ضلت الطريق وعبثت ببوصلة الوطن وانحرفت عن المسار والإتجاه المرسوميين لها.
عندما نتطرق لهذا الشأن فإننا بصدد شأن يخص الوطن بشعبه وأرضه ووجوده وإدامته, كلنا يجب أن نكون قضاة نحاسب كل فاسد فلا شيء يعلو على الوطن ولا إنسان يسمو عليه لأن الوطن باق والناس يولدون ويموتون.
أدعوا الله أن يوفقنا جميعا لخير الأردن وازدهاره ورفعته خلف قيادتنا الهاشمية الرشيدة وتزول دوافع عنوان مقالتي هذه لأكتب بعنوان: رخاء..نماء..رفاه..شموخ.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
راتب يوسف عبابنة
كُتب الكثير عما جرى ويجري من هيجان وأسبابه ودوافعه التي باتت معرفتها من البديهيات في الوطن العربي والأدوات المؤدية لمعالجة هذا الهيجان. والأسباب تراكمت وتوالدت حتى دفعت بالناس ليقولوا قولهم ودفعت بالأنظمة لتصغي لهم بعضها مُكره للنفاذ بجلده والبعض الآخر المتعقل بنيّة صادقة بعد أن كان يعتقد أ ن دفة المركب بأياد أمينة ثم اكتشف أن اعتقاده هذا لم يكن صائبا. وللأهمية سنبقى نذكّر لعل التذكير ينفع حتى تزول أسباب الهيجان. لازلنا ننام ونصحو على وقع الأحداث التي تؤشر بوصلتها وربما لأول مرة في الأردن إلى اتجاه غامض غير مألوف يقودنا الى مجهول خطير كالسفينة التي فقدت اتجاهها ويلفها الضباب من كل صوب وتتقاذفها الأمواج يمنة ويسرة جعلتها تفقد السيطرة ومقود توجيهها يدور بدون قبطان لانشغاله بتفقد الركاب والإطمئنان على سلامتهم تاركا المقود لأفراد طاقمه مؤتمنا إياهم للمساعدة في التوجيه وهم في الحقيقة لم يصعدوا المركب للعناية بركابه بل ليرفهوا عن أنفسهم وفي هذه الأثناء ينشغل الطاقم بكيفية النجاة بأنفسهم غير عابئين بحياة الركاب لترتطم السفينة بسفينة أخرى أو بجبل أو كتلة جليدية فتتحطم وتكون فرص النجاة صعبة.
لم يعد سرا أن هناك ضغط كبير مورس على الناس بقصد أو بغير قصد والسبب أن دفة السفينة تركت للطاقم الذي لا هَمّ له إلا الإسترزاق والإستنفاع وفي الوقت ذاته تم منحهم الثقة وتحميلهم المسؤولية من قبل القبطان ليتولوا الأمور وهو منشغل بالتنسيق مع السفن الأخرى والموانئ المحيطة به لتأمين سلامة الإبحار وإرساء السفينة دون التعرض لأية مخاطر ليضمن سلامتها وسلامة ركابها.
وللوضوح نقول أن الضغط سبّب تفاعل العناصر والمكونات والتي هي الناس كي تتصادم مع بعضها نتيجة الحيّز الضيّق الذي يفصل بينهم إلى أن أدركوا أسباب التصادم الذي أخذ يسبب الآلام والأوجاع لهم فبدأ الإحتقان الذي هو خليط من الضغط والبحث عن سبيل للخلاص منه. وهذا يؤدي بالضرورة الى عدم الرضى والتململ مما يخلق اهتزازا في المكان يؤدي الى الإنفجار الذي لا يمكن منعه إلا بوقف الحركة وتخفيف الضغط أو إزالته.
وحتى نسمي الأشياء بمسمياتها نقول الناس شعرت بالضغط الذي لم يعد يحتمل فضاقت ذرعا بعدم نجاعة الحلول أو غيابها وفي نفس الوقت الضغوط تزداد فتولدت حالة الإحتقان وهي برأيي أخطر مراحل المعادلة بل هي كالماء الراكد الذي لا أحد يعلم ما تحته, وغياب الحل يجعل الناس تنفجر وتنفلت من كل القيود تعبيرا عن شعورهم بالظلم والحاجة لمحاولة الإنفكاك من الضغوط. وهنا تأتي الصحوة لتدق باب ولي الأمر نتيجة صدى الإنفجار المدوي الذي لفت انتباهه وجعله يتسائل لماذا وصلت الأمور لهذا الحد من السوء؟!
الجواب وكما ذكرت سابقا أن المسئولية أعطيت لأناس ليسوا بأهل لها ووُضعت بهم الثقة التي لم يحترموها وأقسموا ثم حنثوا بقسَمِهم وتركوا يديرون شؤون الوطن بطريقة التكسب والتنفع والنهب أوصلتنا إلى حد الذهول مستغلين الرقابة الرخوة أو غيابها التي تؤدي لغياب المحاسبة تماما ومحصنين أنفسهم بالثقة الغالية وبقربهم من مانح الثقة متلحّفين بعباءته لتضفي عليهم نوعا من المصداقية جعلت الآخرين من بقية الناس يقفون احتراما وإجلالا لهم مع الإستعداد لتنفيذ رغباتهم وتيسير أمورهم معتقدين بذلك أنهم يخدمون ولي الأمر الذي بحسن نيته ولّى أمورهم من باعوا الوطن معتقدا أنهم خيرة الخيرة.
فالشعوب تثور وتنفجر بعد ما تشعر بالظلم الذي يمارس على الوطن من قِبل قلة قليلة تعلو وتنتفخ على حساب العامة التي ترضى بالقليل, لكن بحالتنا الأردنية حتى القليل لم يعد يتوفر للناس بسبب جشع وانتهازية الشرذمة التي لا تخاف الله في الوطن بل تخاف فقط من أن تتزعزع ثقة ولي الأمر بهم ويفقدوا مصادر النهب, الثقة التي يتخذوا منها غطاءا يسترون به عوراتهم وما هي إلا النهب لأموال الوطن وتقطيعه قطعا يسهل عليهم بيعها قطعة فقطعة حتى يصبح الأردنيون عابروا سبيل على أرضهم ليقتلوا روح الإنتماء فينا ومن تقتل فيه روح الإنتماء ينقلب عبئا لا خير منه يأتي لوطنه. لكن انتماءنا متجذر للأردن كما تجَذرَت السماحة في الأديان. وهنا تُعرَض الصورة النمطية مقلوبة ومعاكسة للمنطق والطبيعة ويتشكل الإنطباع وتتولد القناعة عند ولي الأمر بأن البطانة تتفانى بالعطاء وما عداهم لا يقدر هذا التفاني. وبعد ذلك تتوحش البطانة وهذه القلة "الدخيلة" (القلة التي كفرت بالوطن وعملت على وضعه في بداية الهاوية) للسيطرة على مقدرات الوطن لتكبح جماح ذلك المواطن "الغير منتمي والغير مقدّر لتفاني القلة" بحجة أنه يعمل على تعكير صفو الوطن وإزعاج ولي الأمر وعرقلة المسيرة "المباركة". والشئ بالشئ يُذكر, عندما احتج المصريون على الراحل السادات قال عنهم "دول شوية حرامية" أو على الأرجح نقلت له الصورة على أنها كذلك.
وإيمانا بالواقع لنُقر ونعترف والإعتراف بالذنب فضيلة أن هناك أخطاء يجب العمل على إصلاحها وبنيانا طاله التصدع لابد من صيانته وترميمه حتى نضمن استمراره وبقاءه.
وما يفرحنا حقيقة كأردنيين, جدية الحكومة صاحبة الولاية العامة وبتوجيه ولي الأمر جلالة الملك عبدالله الثاني بمقاضاة الطواقم التي حُمّلت المسؤولية يوما ولم تعبأ الا بالضغط على الوطن والمواطن. ويوميا نسمع ونقرأ وبكل وسائل الإعلام الأردنية المختلفة ان رئيس وزراء سابق ووزير سابق ومدير سابق وغيرهم الكثير من السابقين قد تم استدعاءهم للشهادة وليس للتحقيق ولا نعلم إن كان سبب الإستدعاء شراء للوقت أم الأمر شهادة بالفعل. آملين ألا تكون كلمة "شهادة" لحفظ ماء وجوههم أو هي في الحقيقة تحقيقا مستترا. ومهما ظهر لنا من ضبابية أحيانا فلا نشك بصدق التوجه الذي يقوده دولة الخصاونة ومرجعيته جلالة الملك. يقول المثل العامي " الحق وصاحبه اثنين" مما يعني أن لا نخشى في قول الحق لومة لائم ولا نتستر على الفاسدين الذين أضروا بالوطن دون أن تهتز لهم شعرة. فالحق يَمنح صاحبه الجرأة في قوله فكيف بالله عليكم بالقائلين بوجوب التعامل معهم على أنهم رموز خدمت الوطن يجب مراعاة مكانتهم أمام ضحاياهم؟ عندما جعلوا الوطن والمواطن ضحية لأطماعهم الشخصية, هل كان للأردن وملايينه الستة حيزا ولو بسيطا من الرأفة لديهم؟ أم ذبحوه ليأكلوه؟ لو كانت الإجابة بالإيجاب, لماذا نحن بهذا الحال من الفقر والعوز الذي دفع بالناس الذين ولاءهم تقليدي وفطري وانتماءهم تحصيل حاصل للخروج للشارع والصراخ بأعلى أصواتهم للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفاسدين والتطرق لما كان يعتبر من المحرمات؟ وستبقى أصواتهم تعلو حتى يروا الفاسدين خلف القضبان "ينعموا" بالرفاه الذي سلبوه من حياة الأردنيين.
ولا يقولنّ قائل أننا متسرعون ونطلب المستحيل عندما نطالب بسرعة المحاسبة ولتعذرنا الحكومة كوْن صاحب الحاجة أرعن ونحن أصحاب حق وحاجة والحاجة هنا ليست بالحاجة العادية أو الفردية بل هي حاجة ومصير وطن وملايينه من السكان, وإن كنا "رُعناء" فذلك لفداحة الجريمة ونحن نرى بأم أعيننا مرتكبيها يسرحون ويمرحون والقضاء يحَْبو حَبْوا نحوهم. ورئيس الحكومة فلاح وابن قرية تمرّغ بترابها ويفهم جيدا المثل القائل "العصفور بتفلّى والصياد بتقلّى" يعني الرعونة إن جازت التسمية مبررة لحد ما والصبر المحدود الذي يظهر من البعض ماهو إلا انعكاس للإكتواء بنار تلك الزمرة التي ضلت الطريق وعبثت ببوصلة الوطن وانحرفت عن المسار والإتجاه المرسوميين لها.
عندما نتطرق لهذا الشأن فإننا بصدد شأن يخص الوطن بشعبه وأرضه ووجوده وإدامته, كلنا يجب أن نكون قضاة نحاسب كل فاسد فلا شيء يعلو على الوطن ولا إنسان يسمو عليه لأن الوطن باق والناس يولدون ويموتون.
أدعوا الله أن يوفقنا جميعا لخير الأردن وازدهاره ورفعته خلف قيادتنا الهاشمية الرشيدة وتزول دوافع عنوان مقالتي هذه لأكتب بعنوان: رخاء..نماء..رفاه..شموخ.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com