كل ما فعله الرجل هو أنه أثبت رياضيا أن الشمس لا تدور حول الأرض، بل أن الأرض وبقية الكواكب تدوران حول الشمس، وهو أمر لاحظه الفنان والعالم الكبير ليوناردو دافنتشي قبله، لكنه لم يحاول إثباته، كما ذكره عالم بولندي يدعى كوبرنيكس، لكن الكنائس الأروروبية وقفت ضده واعتبرت ما قاله هرطقة وكفرا، وكانت المرة الأولى التي يتفق فيها الكاثوليك والبروتستانت-القوتان المتصارعتان -في ذلك الزمان.
صاحبنا، غاليلو غاليلي أثبت ذلك علميا، معتقدا بأن حياد الرياضيات سوف يقنع الكنيسة بهذه الحقيقة العلمية، لكن المعتقد الديني آنذاك لم يستطع استيعاب فكرة أن تأتي حقيقة علمية لتناقض التفسير الكنسي لما ورد في العهد القديم من التوراة.
ورد في العهد القديم أن المحارب العظيم جوشوا (الذي نسيمة نحن يشوع بن نون) طلب من (يهوا) أن يوقف الشمس والقمر لحين أن ينتقم من أعدائه، أهالي مدينة اريحا، وقد تحقق له ذلك، فقتل كل طفل وشيخ، لا بل كل كائن حي هناك، عدا العاهرة راحاب، التي خانت بلدها ودلته على طريقة لاقتحام الأسوار.
كان التفسير الديني يقول، بأن وقوف الشمس يعني أنها متحركة، وهي التي تتحرك حول الأرض. لذلك، وفي عام1632وعندما كان غاليلو في السبعين من عمره، حكمت عليه محكمة التفتيش الدينية، بأن يختار بين ان يتم حرقه بتهمة الهرطقة، أو أن ينكرنظريته الخاصة بدوران الشمس حول الأرض.
وقع غاليلو بيانا يقول فيه بأنه آثم مسكين، وأن الشمس لا تدور حول الأرض، وهكذا تفادى صاحبنا الحرق، لكن يقال بأنه تمتم بعد ذلك وقال: (ومع ذلك فإنها تدور).
سواء قال غاليلو ذلك أم لم يقله، فإن الأرض كانت-وما تزال-تدور حول الشمس، وقد أثبت العلم الحديث ذلك تماما. وبعد عصر النهضة تراجعت سلطة الكنيسة المدنية، واعترفت بدوران الأرض حول الشمس، مثلها مثل غيرها من المشككين السابقين، حتى لو زعل المحارب العظيم جوشوا، قاتل أطفال أريحا.
المقصود أن العلم يتقدم، والإنسان يتطور، مهما شاهدنا حولنا من ظلاميين، حتى لو تراجعنا قليلا، فإن الفجر قادم، سواء صاح الديك أم لم يصح.