قد لا نكون الأوائل، لكننا، نحن العرب، بالتأكيد الأفضل في مجال إصلاح الأخطاء بالأخطاء، ومعالجة الديون بالديون. نحن الأفضل في هذا المجال وكفى، ولسنا بحاجة إلى أمثال لنثبت كفاءتنا هذه التي يشهد لنا فيها القاصي والداني والحاضر والغائب. فعن ماذا احدثكم إذا، ما دمنا نمتلك شهادة حسن السيرة والسلوك في هذا المجال؟
لن أحدثكم عن أشهر بسكويتة بالتاريخ، أقصد، طبعا، بسكوتة ماري انطوانيت التي أعتقد أصلا أنها بسكويتة مزيفة اخترعها الثوار كإحدى متطلبات الثورة العنيفة آنذاك.
ما علينا!!
أتحدث عن بسكوتة الفقراء.... إنها خمسة حبات بسكويت – كما أذكر-تباع بقرش ونصف في مجموعة مجلتنة، طبعا لست متأكدا من السعر، لأني لم أكن أمتلك الملاءة المالية لتعاطيها. المجموعة بلا اسم مصنع ولا تاريخ صنع ولا تاريخ انتهاء ولا عنوان، لكأنها ولدت من العدم. وقد كنا نأكلها مع الشاي، على سبيل التنويع، كلما سمحت لنا الأوضاع المالية بذلك، وهذا نادر جدا.
كان السيناريو يتكرر دائما مع المتعاطين .... كأسة الشاي... يد تحمل بسكويتة واحدة يتم غمسها بالكأس للتطرية والتنكيه.غالبا ما كانت البسكويتة تطرى أسرع من المتوقع، فتتفتت، أو تشرع بالتفتت، ولغايات حفظها من الوقوع في قعر الكاس، كان اليد تحمل بسكويتة أخرى لدعمها حتى لا تقع، فتتفتت البسكويتة الثانية، فتدعمها بثالثة فتقع معها.
بعدها كان صاحب اليد البسكوتية يضطر الى شرب الشاي بالملعقة.
هكذا نحن – في العالم العربي-وحتى ساعة إعداد هذا البيان .... نعتقد أننا نقوم بالإصلاح، لكننا نصحح الخطأ بالخطأ. وهذا ينطبق على كل مناحي حياتنا، ومن يريد أن ينجو من مصير البسكويتة، ويفوز بالشاي والبسكويت بشكل طبيعي، فما عليه إلا أن يتبع شعار الست ليلى نظمي التي تغني:
ما شربش الشاي
أشرب آزوزه أنا
بإمكانك عزيزي القارئ استكمال القائمة، قائمة الأخطاء المصححة بالأخطاء، بينما أنهمك أنا في محاولة إنقاذ بسكويتتي الخامسة ..والأخيرة.
وتلولحي يا دالية.