تمكنت الرقصات التعبيرية المغرقة بالرمزية العالية والجريئة في الموضوع والطرح للفنانين منى موسى وموسى السطري بمصاحبة حالة فريدة من الإلقاء الشعرية العالية الدراما ، مثلتها قصائد منتقاة للشاعر الأردني محمد حرب ألرمحي خلال حفل إشهار ديوانه الشعري الجديد "الماضي يبدأ غدا " ، على خشبة مسرح الكنيسة المسكونية في أم السماق بعمّان ، جاءت الفكرة من إخراج الفنانين منى موسى وموسى ألسطري ، تمكنت من إعادتنا إلى أجواء المسرح اليوناني القديم ،وهو فن تابعته النخبة الأردنية لأول مرة في تاريخ عمان باستعراض الشعر وإلقائه بمصاحبة الرقص التعبيري والموسيقى .
إذ تمكن الراقصان من تحويل الصور والدراما الشعرية إلى رقصات جسدية تعبيرية صامتة تجسد النص الشعري بما فيه من حزن وفرح ، وتحلل طبيعة الصراع وقضايا تشغل بال الإنسان العربي من غربة وانتماء وتخلف ورجعية وتناقض وتداخل وهجمة استعمارية ، وهي محاولة تعتبر رائدة وجريئة لأن فن الرقص التعبيري ما زال مجهولاً إلى حد كبير في المسارح العربية ، وبهذا الأسلوب الجديد عودة إلى النظرية التي ترى أن الشعر والموسيقى والرقص والرسم تتولد من رحم ووجدان واحد .
لوحظ أن عروض الراقصين الفنانة منى موسى وموسى ألسطري كانت مسكونة بالتراجيديا برمزيتها العالية ، وهما يتقمصان حالة الشاعر في نصوصه وإلقائه ،حيث اندمجا في حالة تعبيرية عالية التمازج بين الفنانين في تمثيل حالة القرب والتناهي والاندثار والتلاشي ، أشبه بمزج الخمر والماء ، كتعبير عن الوحدة والاتحاد وضرورة تغييب
الفر دانية ، كما حالة الانفصال والبعد والهجر والاغتراب ، ثم ليظهرا في حالة وتكوين آخر في عالم الحس والتخلق ،بينما تحلق أرواح الفنانين في سماء خشبة المسرح ، وهي تتخاطب مع ذات الشاعر المحلّقة بمصاحبة الشاعر الراوي ، وقد تبادل الإلقاء صوت الشاعر إيّاه من سماء المسرح تتناغم مع أصوات الموسيقى الإيقاعية وتطهم حالة الغربة التي يعيشها الإنسان وتدفع باتجاه مزيد من الحيرة .
وعلى غير المألوف في إلقاء الشعر في عمان انتشرت رقصات راديكالية في جدتها، وبجرأة عنيفة لا تعرف حدود تناولت على المسرح موضوعات جديدة في الرقص التعبيري، مثل الخوف والموت والحب والشوق بينما ما كان يهم الراقصان في الأداء - كما قالت بينا باوش ذات مرة : " ليس كيف يتحرك الناس، بل ما يحركهم " .
ويبدو أن تجربة الراقصين تعزز وتميل إلى أسلوب الألمانية بينا باوش ذائعة الشهرة والصيت في أسلوب الرقص الحديث في نوع جديد من المسرح التعبيري الراقص ، والذي قال عنه الكاتب المسرحي هاينر مولر (1929-1995) ذات مرة: "رأيت لأول مرة على المسرح عروضاً مسكونة بالتراجيديا، وهو ما لم نعد نراه على خشبة المسرح الناطق " . وجدت نفسي فجأة أمام مسرح بدون نص، وهذا ما أثر فيَ تأثيراً كبيراً". بينا بوش هي التي طوّرت هذا النوع من الرقص التعبيري وخرجت به من القاعات النخبوية الضيقة إلى آفاق الجمهور الواسع في كل أنحاء العالم .
إن مزج الشعر بالرقص التعبيري (الكريوغرافيا) بهذه الطريقة الجديدة هي أحد الفنون الراقية التي يستطيع الإنسان من خلالها التواصل مع أخيه الإنسان ، باستخدام لغة الحركة والجسد والإضاءة والصوت والموسيقى ، ويستطيع من خلال هذا الرقص إعطاء الحرية للجسد في التعبير عن الأفكار مع مراعاة التنوع بين المدارس الفنية (الجاز والباليه والكلاسيك) ، وذلك بإدخال الثيمة الخاصة بالمجتمع المحلي وقضاياه المعاصرة فالجمهور المتابع لهذا النمط من الفن المتداخل موسيقى وشعر ورقص جمهور نوعي لا يستطيع تقبّل أي نوعٍ من الفنون ، لأن هذا الفن الجديد على المستوى المحلي طُرح بأسلوبٍ مبسّطٍ ومفهومٍ معتمداً على حرية الجسد ، وقد لوحظت حالة صمت وإعجاب ومتابعة وانقطاع للجمهور النخبوي إلى حالة جو النصوص الشعرية والرقصات والموسيقى التي تتدخل وفق نظام مدروس ومتابع تبين مرافقة الموزع الموسيقي ماهر الحلو لخطوات الفريق لحظة بلحظة ، فضلا عن ان تلاصق وقرب خشبة المسرح ودخول الراقصين في ممرات المتفرجين وإحاطتهم بالإضاءة الخافتة من شعلات قناديل على حائط كخلفية جداريه وربطها بقناديل أخرى أحاطت في حدود خشبة المسرح الصغيرة جعل الجمهور كجزء من المسرح ساهم في خلق حالة فهم للطرح الذي قدمته الدراما وظهر ذلك جليا من خلال مقاطعة التصفيق والوقوف للتعبير عن تفاعل خلاق بين كل العناصر المتوافرة .
ولقد بدى واضحا أثناء الاداء أن الراقصين في العمل تجاوزا الرقص كما وتجاوزا الجسد، بل سموا به إلى حس الجسد بعيدا عن ممارسة البالية منفردا بعروض بالية خاصة، أو في الأعمال الأورالية ، وقد تناغم الرقص مع الباليه لأنها تحمل تقنية الباليه الدقيقة، من خلال الرقصات الرشيقة، و خفة الأقدام و الحركات، و يظهر تميز هذه الرقصات ليس في التحركات و حدها، بل حتى في أزياء الرقص المنتقاه بحذر وبما يتناسب مع الاحتشام في مركز ديني ومجتمع شرقي ..
إذ تمكن الراقصان من تحويل الصور والدراما الشعرية إلى رقصات جسدية تعبيرية صامتة تجسد النص الشعري بما فيه من حزن وفرح ، وتحلل طبيعة الصراع وقضايا تشغل بال الإنسان العربي من غربة وانتماء وتخلف ورجعية وتناقض وتداخل وهجمة استعمارية ، وهي محاولة تعتبر رائدة وجريئة لأن فن الرقص التعبيري ما زال مجهولاً إلى حد كبير في المسارح العربية ، وبهذا الأسلوب الجديد عودة إلى النظرية التي ترى أن الشعر والموسيقى والرقص والرسم تتولد من رحم ووجدان واحد .
لوحظ أن عروض الراقصين الفنانة منى موسى وموسى ألسطري كانت مسكونة بالتراجيديا برمزيتها العالية ، وهما يتقمصان حالة الشاعر في نصوصه وإلقائه ،حيث اندمجا في حالة تعبيرية عالية التمازج بين الفنانين في تمثيل حالة القرب والتناهي والاندثار والتلاشي ، أشبه بمزج الخمر والماء ، كتعبير عن الوحدة والاتحاد وضرورة تغييب
الفر دانية ، كما حالة الانفصال والبعد والهجر والاغتراب ، ثم ليظهرا في حالة وتكوين آخر في عالم الحس والتخلق ،بينما تحلق أرواح الفنانين في سماء خشبة المسرح ، وهي تتخاطب مع ذات الشاعر المحلّقة بمصاحبة الشاعر الراوي ، وقد تبادل الإلقاء صوت الشاعر إيّاه من سماء المسرح تتناغم مع أصوات الموسيقى الإيقاعية وتطهم حالة الغربة التي يعيشها الإنسان وتدفع باتجاه مزيد من الحيرة .
وعلى غير المألوف في إلقاء الشعر في عمان انتشرت رقصات راديكالية في جدتها، وبجرأة عنيفة لا تعرف حدود تناولت على المسرح موضوعات جديدة في الرقص التعبيري، مثل الخوف والموت والحب والشوق بينما ما كان يهم الراقصان في الأداء - كما قالت بينا باوش ذات مرة : " ليس كيف يتحرك الناس، بل ما يحركهم " .
ويبدو أن تجربة الراقصين تعزز وتميل إلى أسلوب الألمانية بينا باوش ذائعة الشهرة والصيت في أسلوب الرقص الحديث في نوع جديد من المسرح التعبيري الراقص ، والذي قال عنه الكاتب المسرحي هاينر مولر (1929-1995) ذات مرة: "رأيت لأول مرة على المسرح عروضاً مسكونة بالتراجيديا، وهو ما لم نعد نراه على خشبة المسرح الناطق " . وجدت نفسي فجأة أمام مسرح بدون نص، وهذا ما أثر فيَ تأثيراً كبيراً". بينا بوش هي التي طوّرت هذا النوع من الرقص التعبيري وخرجت به من القاعات النخبوية الضيقة إلى آفاق الجمهور الواسع في كل أنحاء العالم .
إن مزج الشعر بالرقص التعبيري (الكريوغرافيا) بهذه الطريقة الجديدة هي أحد الفنون الراقية التي يستطيع الإنسان من خلالها التواصل مع أخيه الإنسان ، باستخدام لغة الحركة والجسد والإضاءة والصوت والموسيقى ، ويستطيع من خلال هذا الرقص إعطاء الحرية للجسد في التعبير عن الأفكار مع مراعاة التنوع بين المدارس الفنية (الجاز والباليه والكلاسيك) ، وذلك بإدخال الثيمة الخاصة بالمجتمع المحلي وقضاياه المعاصرة فالجمهور المتابع لهذا النمط من الفن المتداخل موسيقى وشعر ورقص جمهور نوعي لا يستطيع تقبّل أي نوعٍ من الفنون ، لأن هذا الفن الجديد على المستوى المحلي طُرح بأسلوبٍ مبسّطٍ ومفهومٍ معتمداً على حرية الجسد ، وقد لوحظت حالة صمت وإعجاب ومتابعة وانقطاع للجمهور النخبوي إلى حالة جو النصوص الشعرية والرقصات والموسيقى التي تتدخل وفق نظام مدروس ومتابع تبين مرافقة الموزع الموسيقي ماهر الحلو لخطوات الفريق لحظة بلحظة ، فضلا عن ان تلاصق وقرب خشبة المسرح ودخول الراقصين في ممرات المتفرجين وإحاطتهم بالإضاءة الخافتة من شعلات قناديل على حائط كخلفية جداريه وربطها بقناديل أخرى أحاطت في حدود خشبة المسرح الصغيرة جعل الجمهور كجزء من المسرح ساهم في خلق حالة فهم للطرح الذي قدمته الدراما وظهر ذلك جليا من خلال مقاطعة التصفيق والوقوف للتعبير عن تفاعل خلاق بين كل العناصر المتوافرة .
ولقد بدى واضحا أثناء الاداء أن الراقصين في العمل تجاوزا الرقص كما وتجاوزا الجسد، بل سموا به إلى حس الجسد بعيدا عن ممارسة البالية منفردا بعروض بالية خاصة، أو في الأعمال الأورالية ، وقد تناغم الرقص مع الباليه لأنها تحمل تقنية الباليه الدقيقة، من خلال الرقصات الرشيقة، و خفة الأقدام و الحركات، و يظهر تميز هذه الرقصات ليس في التحركات و حدها، بل حتى في أزياء الرقص المنتقاه بحذر وبما يتناسب مع الاحتشام في مركز ديني ومجتمع شرقي ..