اخبار البلد -
هل زارَ الأردنَ بصفته المبعوث الخاص للرئيس الامريكي لشؤون المناخ، ام باعتباره مبعوث التطبيع الامريكي الذي أشرف على توقيع إعلان إكسبو (الماء مقابل الكهرباء)؟!
جون كيري استبق بيوم واحد مناقشة البرلمان الاردني (اعلان النوايا) بزيارة خاطفة للأردن: فهل جاء ليكبح جماح مجلس النواب أم إنها زيارة عادية؟ وهل سيقول المجلس كلمته بصوت عال يوم غد الاثنين أم إن المداولات ستمتد لأشهر حالها كحال دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع؟
بحسب البيان الصادر عن رئاسة الوزراء، فإن المبعوث الخاص للرئيس الامريكي لشؤون المناخ التقى رئيس الوزراء بشر الخصاونة في عمان؛ لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ولا سيما في مجالات البيئة وحمايتها، والتعامل مع تحديات التغير المناخي.
المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المناخ أكد "تقدير الولايات المتحدة لمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعمة للأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكدا دعم الولايات المتحدة الأميركية للأردن في مجالات حماية البيئة، والتعامل مع تحديات المناخ، وهو دعم الأصل فيه أن لا يكون مشروطًا بالشراكة مع "إسرائيل".
فهل جاء كيري لاستكمال ما بدأه في أثناء توليه منصب وزير الخارجية ممثلًا باتفاقية استيراد الغاز، ذلك الاتفاق الذي وُقع في السفارة الامريكية في عمّان في عهد السفيرة السابقة أليس ويلز التي أشرف على اختيارها في عهد الرئيس باراك اوباما؟
هل ينجح وزير الخارجية الأسبق جون كيري فيما فشل بتحقيقه قبل سنوات في عملية التفاوض السياسي عبر الصفقات الاقتصادية، وتحت مظلة المناخ وقسوته هذه المرة، أم إن الامر مجرد استكمال حقيقي لما بدأه فعليا قبل اعوام بصفقة الغاز، فزيارته محيرة ومثيرة للقلق.
ختامًا..
زيارة كيري قبل يوم من مناقشة مجلس النواب "اعلان النوايا" مثيرة للقلق ولشكوك معقولة؛ فكيري يبحث عن وسيلة لاستكمال ما بدأه قبل أعوام باتفاقية الغاز عبر الضغط لتمرير "اتفاق الماء والكهرباء" -على الأرجح- فجون كيري لم يتخلَّ عن طموحاته بتحويل التسوية السياسية الى مشروع اقتصادي مجرد من أي حقوق سياسية، تحت مظلة المناخ وقسوته، وجائحة كورونا وضغوطها الاقتصادية.