ما حصل في سجن جلبوع من تحرر ستة أسرى فلسطينيين ليس سحرًا، ولا عملًا غيبيًا، ولا فيلمًا هوليووديًا، وإنما عمل عبقري بطولي إنساني، يعود إلى الأمل والعزيمة والإيمان والوعي والبطولة، والقدرة على التخطيط والتنظيم والتنفيذ، ويدل مرة أخرى على أن الكف يمكن أن تقاوم المخرز، وأن الأسير أقوى من آسره عندما تكون قضيته عادلة، وإيمانه عميقًا منغرسًا في أعماق الأرض والتاريخ والثقافة، وإرادته فولاذية، وثقته بالنصر لا تتزعزع مهما اشتدت التحديات والظلمات والمؤامرات.
أكثر ما يقلق سلطات الاحتلال ليس نجاح الأبطال في التحرر من السجن، الذي يسمى "الخزنة الحديدية” في دلالة على استحالة الفرار منه، وإنما في أنهم قد لا ينشدون النجاة بأنفسهم، بل يفكرون في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية لإلحاق أكبر الخسائر بعدوهم الذي حرمهم وحرم شعبهم من العيش بحرية واستقلال، وهذه الطامة الكبرى لإسرائيل.