في المجمل لا بد لنا من تتبع هذه الانتخابات لأنها تأتي في زمن يعمل نتنياهو إلى تبني خطة تطبيعية في غاية السذاجة حيث يتم إرضاء بعض القيادات من أجل إقناع الداخل الإسرائيلي بقيامه بخدمة إسرائيل وتوسيع القاعدة خارج إسرائيل، ولعل هذا يأتي من أجل مزيد من التحصين حيث يواجه المحاكمة والسجن لكثير من الفساد الذي أنتشر حوله.
لقد عمل الاردن على إفشال خطط نتنياهو في النيل من الأردن الذي قام بإفشالها وحيث قامت هذه المعاهدة بالتعاون مع الرئيس ترامب فما كان من الملك عبدالله حتى جيش لمقاومتها ماكينة إعلامية وجهود لجلالته في الغرب والشرق من خلال الاتصالات والتصريحات والرفض القاطع لكل جهد يأتي على حل الدولتين والذي خرج جزء منه في مؤتمر قمة بيروت والذي أعلنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد في المملكة العربية السعودية رحمه الله.
لقد أعد نتنياهو مع بعض الخونة والمارقين من بني جلدتنا ما يجعله واثقًا من زعزعة النظام في الأردن لرفض الملك عبدالله مقابلته ولمنعه من العبور في الأجواء الأردنية ما شكل تهديدًا لمعاهدة وادي عربة والتي ينادي الغيورون الأردنيون بإبطالها وإلغائها ومنع التطبيع مع العدو الصهيوني والذي مضى على معاهدته مع الأردن ما يزيد عن خمس وعشرين عامًا ولا زال الأردنيون يمتنعون عن زيارة إسرائيل والالتقاء بسياح إسرائيليين بل وازدرائهم في حال الالتقاء بهم وما كان هذا ليأتي لو أن صاحب الولاية جلالة الملك ما أراد ذلك، فالملك يعتبر ككل الملوك الهاشميين وصيا على المقدسات والتي تحاول إسرائيل الانتقاص من هذه الوصاية بالتعاون مع أطراف عربية تعمل في الخفاء لأجل المصلحة الصهيونية.
وسيكون في وسع الذين ابتعدوا عن وطنهم والذين باعوا أنفسهم بثمن بخس أن يعلموا أن الأردن سيبقى عصيًا على الطغاة، ولمن لا يقرأ التاريخ سيعلم أن النصر لفلسطين كان يأتي من الأردن فالأدوميون والمؤابيون والجلعادييون والأنباط كانوا الأسبق في إخراج اليهود من فلسطين عندما عاثوا فيها فسادًا وبدعم من ملك بابل العراقي أنذاك نبوخذ نصر، وسيعود الصهاينة إلى الأرض التي لفظتهم مرة أخرى.