التسمم الغذائي.. من المذنب؟!

التسمم الغذائي.. من المذنب؟!
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 

بعد 100 عام من عمر الدولة، لم نزل غير قادرين على تحديد مسؤولية كل مؤسسة تجاه القطاع الذي تديره، أو ترعاه، أو تشرف عليه، أو تخضعه للرقابة والتفتيش، وقد ظهر ذلك جليا خلال حالات التسمم التي أصابت نحو 1000 شخص إثر تناولهم وجبات غذائية من عدد من المطاعم.
مؤسسات حكومية كان همها الأوحد التسابق نحو التهرب وتحويل المسؤولية عن كاهلها إلى غيرها من المؤسسات، من دون أن تقدم إجابة واضحة حتى الآن، من المذنب بحق الأسر الأردنية التي أصيبت؟
وزارة الصحة، ووزارة الإدارة المحلية، ومؤسسة الغذاء والدواء، جميعها سارعت لتبرئة نفسها من مسؤولية الرقابة، فيما قذف أصحاب المطاعم الكرة في ملعب الموزع، وهكذا يستمر الحال لتمضي الأيام لاحقا ويغيب الموضوع عن ذهن الأردنيين وكأن شيئا لم يحدث أبدا.
إنهم ألف شخص الذين تعرضت حياتهم للخطر، فقدنا اثنين منهم بالوفاة نتيجة التسمم الغذائي. العدد كبير، ويتطلب حجمه عدم الانكفاء على أنفسنا والانسلاخ من مسؤولياتنا وكأن الهدف الأسمى هو فقط البحث عن المتسبب، وليس أيضا البحث عن إجابة بشأن كيف يحدث مثل هذا الأمر، وما هو الضامن لئلا يتكرر، لا بالمنظورين القريب ولا البعيد، وكيف يثق المواطن بسلامة غذائه في ظل هذا الضعف الرهيب في الرقابة والتفتيش.
في محافظة كالبلقاء، باتساعها، لا يوجد مكتب رقابي لمؤسسة الغذاء والدواء، ولا نعلم إن كانت هناك محافظات أخرى بلا مكاتب أيضا. هل يمكن لعقل أن يستوعب ذلك؟! من إذن يقوم بالرقابة على سلامة الغذاء والدواء في هذه المناطق، وما هي الجهة التي تجيز بيع الغذاء وتتأكد من صلاحيته للاستهلاك البشري، أم أن الأمر يسير "على البركة”!.
من المعلوم أن التجار عانوا من معضلة في تسويق إنتاجهم الوفير في ظل الحظر الشامل، وتوقف الطلب من قبل المنشآت من مراكز تسويق واستهلاك الدجاج، كالمطاعم والفنادق، والكمية الفائضة عن الحاجة كانت في كثير من الأحيان تفوق قدرة ثلاجات التبريد والتجميد على استيعابها، حيث عمد البعض إلى بيع هذه الكميات الزائدة بأسعار زهيدة، وتسابق عليها التجار الصغار، غير مدركين أن كثيرا منها غير مبرد بشكل صحي، وقد كان ذلك جزءا أساسيا من المشكلة. لذلك، فإن الخطر الأكبر قد يأتي من الموزعين والتجار أكثر من ذلك الذي يتسبب به المطعم، فهؤلاء الموزعون ينثرون بضاعتهم لمجاميع كبيرة، الأمر الذي يتطلب رقابة أكبر، واستمرارية في التفتيش بشكل أكثر جدية وصرامة.
حكومة الدكتور عمر الرزاز، وبعيدا عن التفاصيل المرتبطة بالقضية من مؤسسات وأفراد، هي المسؤولة مسؤولية كاملة لا تتجزأ تجاه ما جرى، فالأمر يتجاوز إطلاقها العنان لتصريحات تتغنى بإنجازاتها، معددة بين فترة وأخرى أعداد المنشآت التي يتم مخالفتها وإغلاقها لارتكابها مخالفات صحية. الأمر يحتاج إلى منظومة متكاملة وليس العمل بنظام الفزعة لأن المسألة مرتبطة بأرواح البشر.
لا يمكن أن نغفر لرئيس الوزراء ما حدث في عين الباشا، كما لا يمكن لنا أن نقبل بأي حجج واهية تحت ذريعة الظرف الراهن من جائحة كورونا، أو الحظر الشامل، فسلامة غذائنا يجب أن تكون مصانة ومقدسة وألا تترك الساحة فارغة لمن يحاول التلاعب بها.
"كارثة” مثل التي حدثت، لا بد أن تشير إلى خلل كبير في منظومة الرقابة على الغذاء، وإذا ما تراخينا في هذا المجال، فلا بد أن نتوقع الأسوأ، وأن نصبح محطة من المحطات التي تتخلص فيها الدول من نفاياتها وغذائها الفاسد.
شريط الأخبار الأرصاد تنشر تفاصيل الحالة الجوية من السبت إلى الثلاثاء وفيات الأردن اليوم السبت 13/12/2025 مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة